صديقي.. ذات مرة كنا في جلسة خاصة لهامشيين «ومتقاعدين»، قال أحدنا: الحياة قصيرة جدا، فهل هناك متسع لتجاربنا؟ فأجاب أعقلنا: وهل نملك غير أن نجرب، لنكتشفها؟ قال ثالثنا: ربما تنتهي حياتنا ونحن نجرب، فما الذي أنجزناه؟ فعاد أعقلنا ليقول: وربما تنتهي حياتنا دون أن نجرب، فما الذي نريد أن ننجزه؟ قال عجوز آخر: «حاجة صح»، ولكن علينا أولا أن نعرف ما الصواب وما الخطأ؟ قال أعقلنا: هل يمكن لنا أن نعرف هذا دون أن نجرب، جون ناشا نبه الإنسانية لهذا الأمر؟ فردد صديقنا المحافظ والتقليدي: «ومنه جون ناشا هذا»؟ أجاب أعقلنا: «جون ناشا» عالم حصل على جائزة نوبل 1994م فقد أثبت خطأ نظرية «آدم سميث» التي تقول «إن أفضل نتيجة تصدر، عندما يكون الجميع في المجموعة يتصرف حسبما يكون جيدا لنفسه»، إذ قال: «هذا ليس كاملا، لأن أفضل نتائج تصدر، عندما يكون الجميع في المجموعة يقوم بما هو أفضل له وللمجموعة»، ومن هذه المقولة خرجت الديناميكا المسيطرة. يقول جون: «يا سادة دعوني أذكركم بأن فرص النجاح تتحسن، بطريقة دراماتيكية مع كل محاولة»، لهذا كل مرة نجرب ونخطئ، فتصب المصلحة للصواب، لنفترض أن هناك مائة طريق واحد منها هو الصواب، كل مرة نجرب طريقا ونفشل، سترتفع النسبة لمصلحة الطريق الصواب، إذن بدون التجربة سنقف مكاننا ولن نصيب ولن نخطئ. ارتبك صديقنا المحافظ، فأخذ الحوار لمجرى آخر، إذ قال: يا أبو فلان شكلك علماني؟ ولأن الحوار ذهب لهذا الاتجاه قال أعقلنا منهيا كلامه: إن الحياة ليست بالسهولة التي نستطيع فهمها حق الفهم، لهذا علينا أن نجرب، نفشل حينا وننجح حينا آخر، ولكن إن لم نجرب لن ننجح ولن نفشل. فردد المحافظ: هذه آخر القراءة تخلي الواحد يوسوس. فهل كان أعقلنا موسوسا يا صديقي؟ أرجوك لا تجب سريعا قبل أن تتأمل ما الذي قاله أعقلنا. التوقيع: صديقك. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة