القفز من التخلف إلى العصر ليس مهمة صعبة لو وجدت الإرادة والبنية العلمية المادية، وتوقف المحبطون والمستفيدون من التخلف عن عرقلة التنمية، وللحقيقة فهناك من يقف بوجه التنمية بحجج فكرية ما أنزل الله بها من سلطان فلا ينفع دفع العربة باتجاهين متضادين. التخلف يرفض الحركة للأمام، ويضع العراقيل أمام كل جهد مثمر للتقدم العلمي والتنموي، مع أن ما نملكه من فرص التقدم بأيدينا، وما ينقصنا هو إدارة الموارد إدارة سليمة والتحرك نحو العصر، وليس إلى الأمام والخلف بنفس الوقت، كما يريد ذيلنا الثقيل من التقاليد، والذي هو ذيل طويل يثقلنا ويعوق سيرنا ويعوق تطلع رجالنا، ونسائنا. إلى الآن، لم تقر الدولة مشروعا علميا أو تربويا ينفع الناس إلا وقف له بعض منا مدافعا عن مصالح التخلف، وداعيا للبقاء في قائمة المتأخرين، ورغم كل هذا قفزت بلادنا بجهد المخلصين خطوات، وسبقت من حولها بالعمل المخلص لله في نفع البلاد والعباد بالتعليم والتنوير، ومن العجب أن يرفض قوم التقدم العلمي والأخذ بوسائل العصر وتربية وتعليم الأبناء بما يصلح دنياهم وآخرتهم، بدل صيغ العلم القديم الذي يجعل الطالب حافظا دون أن يستطيع مشاركة ما يحفظ من علوم والاستفادة منها. المملكة اليوم تمر بمرحلة مزدهرة من التنمية العلمية، والوقوف منها سلبا ليس في مصلحة أحد عدا قلة من الذين يرعبهم التحول، إما بسبب جهلهم بما سيعطينا العلم والمعرفة، أو حب للسكون من إدمان الكسل، أو لمصالح يخاف البعض فقدها في عملية التطور العلمي التي تفتح عيون الناس على ما هو الحق وما هو الباطل، وتبصرهم بأمور دينهم ودنياهم بالعلم والمعرفة، وهي من أول المبادئ التي رفعها ديننا ودعانا للتقوي بها حتى لا نكون نهبا للأمم الأخرى. من أعظم مهامنا اليوم الوقوف صفا واحدا خلف الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رائد التطور العلمي، والذي نقل بلادنا في خمس سنوات لتصير على خارطة العلم والمعرفة بعدد الجامعات التي تغطي مساحة المملكة، وصرف معظم ميزانية الدولة للتعليم بكل احتياجاته، فعلينا جميعا حماية هذا الإنجاز الحضاري. مع الأسف ما زلنا لا نعدم الصوت النشاز الذي يحارب المعرفة التي أمر الله بإعدادها على أنها قوة للمسلم، ويظن بالعلم الظنون ويروج للجهل والأساليب التي هي سبب تخلف المسلمين، ومن هنا يكون وقوفنا الثابت، إلى جانب العلم والمعرفة وكل ما يؤدي إليها واجبا دينيا ووطنيا لكي يسكت من يحاول عرقلة أسباب النمو والتطور بعلم أو بغير علم، فليت بعض إخواننا الذي يجهلون ما تتجه له بلادنا يراجعون أنفسهم ويوجهون أصواتهم لما يسبب التخلف ويبذلون ما في جهدهم للحاق بركب العلم الصحيح الذي يدعو بدعوة القرآن الكريم للتفكر في ما خلق الله، بدل إدمان الصيغ وترديدها ونبذ كل ما يحرك مياه العلم الراكدة. نريد أن نصنع ونزرع ونحول الصحراء بطاقة العلم ومواردها إلى نموذج لتصدير المعرفة والطاقة وليس بعيدا أن تستعدنا المعرفة للاحتفاء والتصدير إذا ما توفرت نوايانا على تبني أساليب العصر وزرعها في عقول أبنائنا. نية التطور والرقي ستأتي بهما، يقف من يقف في مكانه، فالإنسان منذ خلقه الله وهو يعمل للتغيير بما ينفعه ولن تستطيع الأصوات العالية إيقاف قوافل انتوت على المسير. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز240 مسافة ثم الرسالة