جميل هذا "الترف" الحسي.. والعلمي.. والأجمل منه أن يتحول .. "الإعلام الجديد" إلى "فوبيا" جديدة.. وأن تصبح المتعة فيه ومعه.. مصدر ثراء للمعرفة الإنسانية. فما قرأته في جريدة الشرق الأوسط مؤخراً عن تخصص جديد في علم النفس اسمه "إدمان الانترنت" .. يجسد هذا الترف المعرفي "المتأنق" ويوضح مدى اللهاث" الذي يحياه الإنسان وهو يطارد نفسه..فهو الذي يخلق مشكلاته.. وهو الذي يبتكر أزماته.. وهو الذي يفتح بذلك آفاقاً جديدة أمام البحث العلمي المواكب لحركات التاريخ.. وتعقد حياة الإنسان.. وتطور العلوم الإنسانية والتطبيقية بمثل هذه الصورة المذهلة..وإذا كان الانترنت قد أصبح "عاهة".. وإذا كان الجلوس لساعات طويلة أمامه.. رغم تكاليفه الصحية.. ورغم استغراقه لأطول وقت ممكن من يوم الإنسان.. إلى درجة الإدمان.. فإن علينا أن ندرك.. كيف أننا نحول وسائل "المتعة" و"الرفاه" و"الحركة" إلى "أمراض" جديدة.. نسخر لها قدرات وطاقات العلماء والمتخصصين.. لمعالجتها والحد من خطورتها.. بدل تحولها من "نعمة" إلى نقمة لا يستهان بها.. فما أعجب هذا الإنسان.. وما أغرب تصرفاته.. فلقد بلغ "الوله" بشباب هذا العصر نحو استخدام الانترنت درجة لا تصدق .. وذلك أمر طبيعي في عصر التقنية المتقدمة.. لكن الأعجب من هذا هو عكوف الشيوخ أيضاً على هذه الآفة.. ليس بدافع المتابعة ومطاردة المعلومات والأخبار والبيانات الجديدة والإحاطة بها ..وإنما لممارسة "الشاتنج" والبحث عن المواقع "الرديئة" والانقطاع عن المحيط العام.. وترك أسرهم في كل واد يهيمون. ولو أحصينا حالات الطلاق .. أو التفسخ والانحلال.. والضجيج داخل بيوتنا لوجدنا أنها في ارتفاع دائم بفعل هذه الممارسة غير الطبيعية لما كان يجب أن يكون طبيعياً ومألوفاً.. ولاسيما بالنسبة لكبار السن الذين تفرض عليهم أعمارهم المتقدمة أن يكونوا القدوة لأبنائهم.. ومن يحيطون بهم.. وليس العكس.. تلك هي مشكلتنا..فنحن مفرطون.. ومفرِّطون إلى أبعد الحدود.. وعندما تتجاوز الأمور حدودها الطبيعية فإن علينا أن نتصرف بصورة مختلفة حتى عند الذهاب إلى أطباء علم النفس المتخصصين في معالجة "إدمان الإنترنت" فنحن مختلفون عن كل عباد الله.. لأننا نذهب أبعد باعتبارنا الأسوأ في التعامل مع مبتكرات العصر.،،، *** ضمير مستتر [ مشكلة أن يعيش الإنسان حالة مراهقة فكرية متأخرة وغير سوية.. ]