في محافظة الجموم ثمة أسماء عرفت بعشقها للعمل التطوعي، يخلد المنشغلون للراحة ويظل هؤلاء أشبه بطواحين عمل لا تعرف التوقف. ويعتبر حامد محمد البركاتي علامة فارقة على خريطة العمل الخيري في بوابة مكةالمكرمة الشمالية يتنقل بين ميادين العمل التطوعي من إصلاح ذات البين إلى حلق القرآن في المساجد ومجالات تواجد الشباب ومساعدة الفقراء والأرامل والمطلقات. ولد البركاتي في حي ساحة إسلام في مكةالمكرمة عام 1379ه وهيأ الله له فرصة الالتحاق بحلق القرآن التي أسست في قلبه قواعد حب الخير ومساعدة الآخرين وخدمة المجتمع وواصل تعليمه إلى أن تخرج معلما من معهد إعداد المعلمين في عام 1400ه ليتم تعيينه معلما في محافظة الجموم وتحديدا في قرية أبي شعيب. لم يدر بخلد البركاتي أن تعيينه في المحافظة البعيدة عن بيته سيحوله إلى أحد سكان الجموم نظرا لحاجة المحافظة لتعليم القرآن، حيث شرع في تأسيس أولى الحلقات في المحافظة وبدأ يتابع حضور الطلاب وانتظام المعلمين واتصل بجمعية القرآن بمكةالمكرمة لتزويده بالمعلمين في حين أن عشقه لكتاب الله حوله إلى مدرس نموذجي حيث أسس أول معمل صوتي لتعليم القرآن. ونظرا لحاجة الفتيات والنساء في قريته التي يعمل بها بدأ البركاتي في تأسيس أول مدرسة خيرية لتعليم القرآن الكريم بمساعدة رحمة محضار عقيل التي توجت تبرع جليلة الحارثي بقطعة أرض بعد أن كان تعليم الفتيات يسير داخل غرفة شعبية تضاء بفانوس. في عام 1410ه تأسست أول مدرسة تحت إشراف رحمة محضار وإدارة البركاتي ضمت فصولا دراسية وقاعة محاضرات فاخرة تحولت إلى أشبه بمنارة ومؤسسة خيرية لتحفيظ كتاب الله تعالى، بل إن الدار التي بنيت تحت اسم دار الرحمة تحولت إلى ملتقى للمعلمات والمهتمات من خلال تنظيم دورات لتأهيل المعلمات لسد النقص في تعليم القرآن في الجموم. ولأن البركاتي يشعر أن الشباب هم عماد المستقبل بدأ في احتضان الشباب لتكريس حب الانتماء ومواجهة الأفكار الهدامة من خلال تنظيم الملتقيات الشبابية. ويشارك البركاتي بفاعلية في لجنة إصلاح ذات البين في محافظة الجموم واللجنة الاجتماعية وجمعية مراكز الأحياء. ولعل مما يميز البركاتي الذي تجاوز العقد الخامس أنه رجل إلكتروني إذ يتقن الحاسب الآلي ويدير أعماله الخيرية تحت مظلة الجهات الرسمية من خلال إنتاج البرامج الشبابية والبرامج الهادفة.