من العيوب الكبيرة في معالجتنا الإعلامية لقضايا المجتمع المهمة أن الإعلام وخاصة الصحافة المكتوبة يتبنى قضايا إنسانية خطيرة، ثم ما يلبث أن يتركها دون متابعة أو تقص. وهذا العيب، ترتاح له الجهات المقصرة أيما ارتياح؛ فهي تلتزم الصمت حيال أي قصور يطرح، جازمة أن الأمر مآله للنسيان، فلا متابعة من جهات رقابية لما نشر، ولا الصحف سوف تعيد طرق الموضوع بحثا عن تطوراته، والأسوأ من هذا وذاك عندما ترسل الجهة تعقيبا يلتف على لب الموضوع ويتناول قشوره بعد تقديم الشكر للصحيفة على اهتمامها، ويختتم التعقيب بتأكيد بأن «كل شي تمام»، وللأسف فإن هذا التعقيب يفترض أن الموضوع قد أجيب عليه وأقفل، ليس لدى الجهة فقط بل حتى الوسيلة الإعلامية، وهذا جد خطير؛ لأنه يعني أن قضايا الناس مهما بلغت خطورتها وتعددت أطرافها وأبعادها تقفل بمجرد تعقيب، مع أن الصحف هي القناة الوحيدة الفاعلة والسريعة حاليا، لكن نفسها قصير والمسؤول يدرك ذلك. النهج الوحيد الذي يجب أن نقابل به هذا العيب الواضح هو أن يستمر الصحافي الذي تبنى القضية بنقل تطوراتها، ومتابعة أحوال شخوصها، ومعرفة مدى تجاوب الجهة على أرض الواقع، والتواصل مع القضية حتى تصل إلى نهاية مقنعة تعالج الوضع برمته، وخلاف ذلك فإن الصحافي والصحيفة يجب ألا يستجيبا للتخدير ولا عبارات الوعود المنمقة والتحرك الوقتي لامتصاص حماس كل الأطراف. ثمة قضايا كثيرة أثيرت وتحولت إلى مجرد زوبعة في فنجان، بل حتى الفنجان قلبته الجهة لتخفي كل شيء. أين وصلت قضية الضحية رئيس قسم الأسنان الجهني الذي قتل بخطأ طبي فادح في مستشفى خاص، وقضيته شائكة تشتمل على عدة مخالفات في تزييف كفاءات وممارسات صحية غير مرخصة وإهمال واضح؟!، ماذا تم في قضية المعوق الذي عذب بالضرب داخل دار التأهيل، وأثار تعاطف الكتاب والصحف، وأثير حول قضيته الكثير من الحجج والأقاويل؟!، ما مصير الطفلة التي لم يجد والدها سريرا تتلقى فيه العلاج من متلازمة أمراض عضال؟!، ما تفاصيل حالة المعوق الذهني (عمره الزمني 18عاما وعمره العقلي 7 أعوام) الذي تعرض للاغتصاب عدة مرات على يد عامل في معهد التربية الفكرية داوم الاعتداء عليه جنسيا لعدة أشهر؟!. أنا لا أسأل عن تعقيبات الوعود والتخدير، إنما يهمني المسار الفعلي للقضية، وهل حصل المشتكي على حقه، والمقصر نال جزاءه، وتكرار القضية أصبح مستبعدا أم أن الوضع على حاله؟!. www.alehaidib.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة