ضرب الجفاف هذه الأيام عددا من محافظات وقرى منطقة الباحة مما أدى إلى نضوب بعض الآبار الارتوازية والمفتوحة وانخفاض منسوبها من المياه الجوفية إضافة إلى انعدام المياه بسد وادي العقيق بسبب انعدام الأمطار. وقد عمت حالة من القلق بين سكان المنطقة بعد إغلاق عدد من أشياب المياه بمحطة الضخ في مدينة الباحة مطالبين بسرعة حل أزمة المياه التي تعاني منها منذ سنوات حلاً جذرياً وذلك بتوفير مياه التحلية عبر محافظة القنفذة أو زيادة نسبة الضخ عبر محافظة الطائف باعتبارهما الحل الوحيد للخروج مما وصفوه بالأزمة الخانقة. وقد زاد الازدحام في محطات التوزيع بالباحة بشكل كبير خلال اليومين الماضيين وأغلقت سيارات الباحثين عن الماء الطرقات المؤدية إلى محطات المياه وبلغت مدة الانتظار أكثر من يومين فيما لا لم يطرأ أي تغير في التسعيرة المعتمدة من مديرية المياه. ويشير أحد المواطنين أحمد حسن إلى أن الباحة تعتمد على الآبار والسدود ومياه الأمطار كمصدر رئيس للمياه وما يضاف لها عن طريق محافظة الطائف. قائلاً إن ما نشر في الصحف عن نسبة ما يتم ضخه للمنطقة من تحلية الشعيبة عن طريق مكةوالطائف لا يفي بالغرض ولا يحل الأزمة نظراً للكثافة السكانية في ظل افتتاح الجامعة والكليات التقنية والمعاهد التدريبية. وأضاف على الغامدي من أهالي محافظة العقيق إن أزمة المياه الدائمة تأتي في ظل حالة الجفاف التي سادت الآبار والسدود بالمحافظة وآخرها سد وادي العقيق مطالباً بإيصال مياه التحلية إلى المحافظة. ويؤكد أحد ملاك صهاريج المياه ضيف الله الغامدي أن السبب في تزاحم الأهالي على الأشياب يرجع لعدم وجود كمية مياه مناسبة لطلب الأهالي ولكن الأسعار لم تشهد أي ارتفاع أو تجاوز إلا ما ندر من أصحاب الصهاريج الذين يملكون آباراً خاصة بهم. وقال صالح جمعان أحد أصحاب الآبار إنه اكتشف الجفاف بعد أن كان يعتقد في بداية الأمر أن الأسباب ناتجة عن خلل في معدات الضخ إلا أنه بعد الكشف عليها وجد أنها سليمة وأن الأسباب ناتجة عن جفاف المياه مما أثار الرعب لدى أصحاب الآبار المجاورة له بعد أن انعدمت المياه مما يشير إلى نضوب المياه التي كان يعتمد عليها السكان في السقيا والزراعة. وأرجع المواطن سعيد على الزهراني سبب الجفاف الذي بدء ينتشر في الآبار بقرى المنطقة إلى قلة الأمطار التي عانت وتعاني منها المنطقة منذ سنوات. وتساءل المواطن محمد صالح: متى نرى مياه البحر المحلاة تتدفق في الباحة قائلاً: نحلم بأن يكون هناك مشروع تحلية خاص بالمنطقة أسوة بالمناطق الأخرى. وأشار سعيد أحمد إلى أن وزير الكهرباء والمياه نقل لنا في زيارته الأخيرة بشرى غالية تتمثل في عزم الوزارة ضخ 40 ألف متر مكعب من المياه للمنطقة خلال ستة أشهر من مشروع الشعيبة الجديد وحتى هذه اللحظة لم نشاهد أي تغير أو حل جذري في أزمة المياه. ويخشى محمد الغامدي من عودة أهالي المنطقة إلى الهجرة من المنطقة مرة أخرى نتيجة هذه الأزمة ويأمل أن تنال منطقة الباحة نصيبها الوافر في مياه البحر المحلاة لتنسى وتودع أزمة المياه كما نسيت وودعت أزمة الكهرباء من قبل.