يبحث المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الثاني الذي دعت إليه جمعية البيئة السعودية بإشراف الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي تنطلق أنشطته غدا تحت شعار «تبادل وتطوير واستدامة» المستجدات البيئية التي تشهدها منطقة الخليج والعالم، وذلك بمشاركة 5 وزراء و13 متحدثا عالميا و45 صانع قرار و1500 من الخبراء، في فندق هيلتون جدة الآفاق المستقبلية وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة ورئيس جمعية البيئة السعودية، أن المنتدى يبحث سبل الإدارة الفاعلة للموارد المالية والصرف الصحي وكيفية تطوير إدارة ومعالجة النفايات والآفاق المستقبلية للتقنية البيئية وتطويرعلاقة العمل بين القطاع الخاص والحكومي، ودمج الاستدامة في التخطيط والمشروعات البيئية واستخدام الطاقة المتجددة والنظيفة ورفع كفاءة الطاقة ومناقشة الاستثمارات والفرص المتاحة أمام رأس المال المحلي والإقليمي والدولي للاستثمار في مجال حماية البيئة. الطاقة المتجددة وقال الأمير تركي بن ناصر «لا شك أن أية مدينة للطاقة المتجددة تنشئ هنا في المملكة أو غيرها من الدول في مجال استخدامات الطاقة النظيفة ستكون لها أبعاد وانعكاسات على وجود تنمية مستدامة على مر الأجيال والعصور، وستساعد هذه المدن من تحقيق تطلعاتنا نحن في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في وجود مجتمعات ومدن بيئية قادرة على الحياة والتفاعل من أجل بناء الإنسان في المقام الأول، ومتى ما وجدت البيئة السليمة تحققت عوامل الحياة نحو الاستدامة وهو هدف الإنسان في هذه الحياة». ونوه الأمير تركي بن ناصر أن المملكة وضعت في قمة أولوياتها العمل على وجود مدن صديقة للبيئة من خلال رسالتنا وأهدافنا، وقد وضعنا كل الخطط والاستراتيجيات التي سنحقق من خلالها وجود مدن سعودية نموذجية صديقة للبيئة سواء في شكلها العام أو من خلال سكانها واتباعهم للسلوكيات الحضارية في الحفاظ على المدينة. واستطرد الأمير تركي بن ناصر «نحن لا نعمل بمعزل عن المجتمع، ولا يمكن أن نحقق الهدف إلا بوجود أصدقاء وسفراء مهمتهم الحفاظ على البيئة، من هنا كان القرار بإنشاء الجمعية السعودية للبيئة التي ستكون المحور والمرتكز الأساسي في العمل على وجود هذه المدن وفق خطط وبرامج مدروسة تعتمد على منهجية الأبحاث والدراسات البحثية والميدانية، مشيرا إلى أن القائمين على العمل البيئي لا يعملون بارتجالية ولكن بخطط محددة وفكر واع وأمل نحو المستقبل». 10 محاور وأضاف أن المنتدى يتطرق إلى 10 محاور وعناونين هامة في العمل البيئي والتي تتلخص في تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة والبيئة، والتقليل من تأثير عمليات التنقيب والإنتاج على البيئة، ودمج الطاقة المتجددة والطاقة النووية في مزيج الطاقة ووضع النفايات وإدارة وإعادة التدوير والإدارة الفعالة للمملكة لموارد المياه وتمويل المشاريع البيئية في المملكة والشرق الأوسط وتقنيات وأنظمة حماية البيئة الجوية والبرية البحرية لمنطقة الخليج، واستراتيجيات المباني الخضراء المستدامة لدعم توسيع المدينة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة. وأشار الأمير تركي بن ناصر إلى أنه تم تطوير هذا الحدث كمنصة لتحقيق المشاركة العامة والخاصة من دول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة والمجتمع الدولي الأوسع معا لبحث فرص المشاريع البيئية، كما سيسلط المنتدى الضوء على فرص المشاركة في حماية البيئة والحفاظ عليها في فترة من التوسع الاقتصادي الكبير. ورحب الأمير تركي بن ناصر بجميع أصحاب المصلحة الملتزمون بضمان ازدهار منطقة الخليج في المنتدى الخليجي السنوي الثاني للبيئة والتنمية المستدامة من وزراء وخبراء ومهتمين ومنظمات وجمعيات تعمل في حماية البيئة من الأخطار المحدقة بها. التنمية المستدامة وفي سياق متصل، رأى صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن ناصر بن عبد العزيز المدير التنفيذي لجمعية البيئة السعودية المشرف العام على المنتدى، أن عقد منتدي البيئة والتنمية المستدامه الخليجي الثاني في المملكة يأتي في ظل الكثير من الظروف والأحداث والمتغييرات التي يشهدها العالم طبيعية أو مكتسبة في مجال البيئة. وأضاف «هناك الكثير من الأخطار التي تهدد البيئة وقد تؤدي إلى تدهورها، وعقد مثل هذه المنتديات يبحث كافة الحلول ويضع الآليات التي تعمل على وجود منهجية واستراتيجية علمية وعملية من أجل بيئة صحية تحمي الأجيال المقبلة. 5 أهداف ونوه الأمير نواف بن ناصر إلى أن المنتدى وضع 5 أهداف له من بينها التعامل مع قادة الفكر عبر جلسات تفاعلية حية خلال ثلاثة أيام وتبادل الأفكار مع كبار الشخصيات في القطاعين العام والخاص في التنمية البيئية المبتكرة، إلى جانب اكتشاف آخر التطورات والأخبار لدول مجلس التعاون الخليجي في مجال البيئة وبناء علاقات مثيرة وتطوير علاقات جديدة في السوق حيث التفاعل وجها لوجه أمر حاسم لنجاح الأعمال التجارية، وكذلك التعلم من خبراء الصناعة كيف يمكن أن تصبح المنظمة أكثر استدامة. وأكد الأمير نواف بن ناصر بحث المنتدى في أيامه الثلاثة موضوعات مهمة، ففي اليوم الأول يتناول المنتدى موضوع الطاقة النووية كمصدر للطاقة استراتيجيات المباني الخضراء المستدامة لدعم توسيع المدينة، بينما يتطرق في اليوم الثاني إلى محاور أربعة تتناول تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة والبيئة والتقليل من تأثير عمليات التنقيب والإنتاج على البيئة ودمج الطاقة المتجددة والطاقة النووية في مزيج الطاقة وإدارة النفايات والتدوير، أما اليوم الأخير من أعمال المنتدى فيستعرض الإدارة الفعالة للمملكة لموارد المياه وتمويل المشاريع البيئية في المملكة والشرق الأوسط وتقنيات وأنظمة حماية البيئة الجوية والبرية البحرية لمنطقة الخليج ثم التوصيات والنتائج. جوائز بيئية ولفت سمو الأمير نواف بن ناصر إلى أن الجمعية ستعلن في المنتدى اسم أول شركة فائزة بتقديم مبادرة لحماية البيئة والتنمية المستدامة إلى جانب الإعلان عن جائزة الأمير تركي بن ناصر للبيئة لشباب دول مجلس التعاون الخليجي، وتمنح للشباب والفتيات في الجامعات والكليات والمدارس في دول المجلس، الذين سيقدمون في منتدى العام المقبل 2012م مشروعات ومبادرات ودراسات بحثية في مجالات البيئة سواء في مجال المياه أو الطاقة المتجددة أو في برامج التوعية البيئية أو مشكلات التربة والمناخ والتلوث وغيرها من المجالات الأخرى، وسيتم الإعلان عن أسماء الفائزين بالجائزة عن طريق لجنة علمية عالمية سوف تخصص لهذا الشأن في منتدى العام المقبل. الأجيال المقبلة وفي سياق متصل، أوضحت عضوة مجلس الإدارة نائبة المدير التنفيذي لجمعية البيئة السعودية مديرة المنتدى الدكتورة ماجدة بنت محمد أبو رأس، أن منتدى البيئة والتنمية المستدامة الخليجي الذي ينطلق تحت شعار «تبادل وتطوير واستدامة» يعد من أبرز المنتديات التي تبحث في مصير الإنسان كهدف ورسالة وحماية الأجيال المقبلة. ولفتت إلى أن المسؤولية المجتمعية والإنسانية تتطلب من كافة دول العالم العمل على رسم آليات المستقبل القادم لهذه الأجيال من خلال حماية البيئة وصون مواردها والوقوف بقوة ضد كل المخاطر التي تعمل على تدميرها والنيل منها، سواء كان ذلك بفعل النمو أو بفعل الإنسان بشكل عام. تغير المناح وبينت أن المختصين في المنتدى يتطرقون إلى قضايا بيئية مهمة، منها موضوع، نحو نظام عالمي جديد لنظام تغير المناخ، وتوقعات في شأن انبعاثات الكربون واستهلاك الطاقة في دول الخليج، وكذلك دراسة تأثير المناخ في البيئة الأساسية، والعمل على تطوير حلول مبتكرة للحد من انبعاثات الكربون وتطوير مصادر الطاقة البديلة. ويبحث المنتدى ضمن محاوره موضوع إدارة موارد المياه في دول مجلس التعاون الخليجي ومياه الصرف الصحي على نحو فعال، والحلول المبتكرة لمعالجة الصرف الصحي والتنمية المستدامة لموارد المياه وإدارتها.