لا شك أن وفاة الأستاذ عبدالله بن خميس تعد خسارة فادحة على الوسط الثقافي، فقد كان أحد الرواد القلائل الذين تركوا بصمات واضحة على الساحة الثقافية ليس على مستوى المملكة فحسب، بل على مستوى الوطن العربي بشكل عام. فقد كان عضوا في مجمع اللغة العربية في القاهرة وعضوا في المجمع العلمي العراقي، وله علاقات واسعة في مختلف الأوساط الثقافية العربية. صحيح أنه قد بدأ طلبه للعلم متأخرا، إذ كان جنديا في إمارة حائل في بداية الستينيات الهجرية، ومن هنا بدأت علاقته بصديقه فهد المارك الذي أقنعه وأثر عليه بترك العمل والذهاب معه إلى دار التوحيد بالطائف عند إنشائها في أواسط الستينيات الهجرية، صحيح أنه قد طلب العلم في طفولته على يد والده وعلى بعض الكتاتيب في الدرعية حيث ولد عام 1339ه، وهو يعد من العصاميين القلائل عندما كان في دار التوحيد، يقال إنه هو الذي ابتكر اللقاء الأدبي الأسبوعي للمسامرات الأدبية بين الطلاب والمدرسين في آخر كل أسبوع دراسي. بعد نيله شهادة دار التوحيد التحق بكليتي اللغة والشريعة بمكة المكرمة (كان في ذلك الوقت يسمح بالانتساب في الكلية والانتظام في كلية أخرى) فحصل على الشهادتين. يذكر زميله الشيخ عبدالعزيز المسند (رحمه الله) أنهما كانا يذاكران في الحرم بعد المغرب فأتى إليهما الأستاذ عبدالله عريف وكان رئيسا لتحرير جريدة البلاد السعودية وقتها تقريبا 1372ه، فعرض عليهما أن يزوراه في الجريدة فرحبا بذلك فعرض عليهما أن يساعدهما ويساعداه بتصحيح مواد الجريدة قبل تقديمها للنشر «البروفات» فكانت مكافأتهما «صحن فول وخبز تميس» فيقضيان تقريبا ساعتين كل يوم وكانت الجريدة تتهيأ للصدور يوميا. اختاره الشيخ محمد بن إبراهيم المفتي الأكبر مديرا للمعهد العلمي بالأحساء عند افتتاحه عام 1373ه فور تخرجه من كلية اللغة العربية، وأصدر العدد الوحيد من مجلة هجر التي طبعت في مطابع الكشاف في بيروت عام 1374ه، وكان سكرتير التحرير الأستاذ عبدالله الشباط الصحفي النشيط في المنطقة الشرقية، فيما بعد انتقل بعد ذلك إلى كلية الشريعة واللغة بالرياض وأصدر مجلة الجزيرة عام 1379ه، وقد اختار الموظف وقتها في رئاسة القضاة الأستاذ علي العمير مديرا لتحرير المجلة ونيابة عن رئاسة التحرير بعد اختياره ابن خميس وكيلا لوزارة المواصلات مع محمد حسن توفيق. في آخر حياته فاز بجائزة الدولة التقديرية في الأدب مع الشيخ حمد الجاسر والأستاذ أحمد السباعي عام 1403ه، وهو آخر من توفي من الفائزين بالجائزة. التقيت معه عام 1416ه وسجلت معه لقاء مطولا ضمن برنامج التاريخ الشفهي للمملكة بمكتبة الملك فهد الوطنية وعلى أساس هذا اللقاء تبرع بمكتبته الخاصة بجميع محتوياتها من مخطوطات ووثائق ومسودات كتبه، وطلب أن يخصص له مكان واضح، وقد كان يزورها كل شهر حتى بدأت خطواته تتقارب وأصبحت صحته لا تسمح له بذلك. وعندما كنا نتلقي في أحد المحافل الأدبية أهمس في أذنه: أولادك يسلمون عليك فيبتسم ويربت على كتفي شاكرا وقائلا سلم لي عليهم. وقد تكرم علي قبل ثماني سنوات بتقديمه كتابي البدايات الصحفية للمنطقة الوسطى الذي نشره مركز الشيخ حمد الجاسر الثقافي بالرياض عام 1427ه. من أهم كتبه الأدب الشعبي في جزيرة العرب، شهر في دمشق، المجاز بين اليمامة والحجاز، راشد الخلاوي، الشوارد، من أوابد الشعر «ثلاثة أجزاء»، على ربى اليمامة، من أحاديث السمر، معجم اليمامة، بلادنا والزيت، ممثل المملكة في كثير من المؤتمرات خارج المملكة وهو إلى جانب عضويته في المجمع اللغة العربية بالقاهرة والعراق، ومؤسسة الجزيرة الصحفية، وإدارة المجلة العربية، ومجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، وأحد من شارك في اللجنة العليا عند إنشاء مكتبة الملك فهد الوطنية. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة