الشيخ الأستاذ عبدالله بن محمد بن خميس شخصية قوية فرضت الاحترام لنفسها بالأفعال الطيبة والأقوال الصادقة والمعاملة الحسنة مع الجميع. وقد ظل اسمه مجلجلاً في المجتمع الأدبي كما ظل اسمه لامعاً في الوسط الاجتماعي أكثر من ستين عامًا. فقد سمعنا به وعرفنا أفعاله الطيبة المتميزة فيما بلغنا من زملائه الذين كان يدرس معهم في دار التوحيد في الطائف ثم في كلية الشريعة في مكةالمكرمة، فكان نجماً لامعاً بين الطلاب في المسابقات الأدبية وفيها الشعرية والنثرية، ثم عين في عام 1374ه مديراً للمعهد العلمي في الأحساء فصار زميلاً وصديقاً لي إذ كنت في ذلك الوقت في وظيفة (مدير المعهد العلمي في بريدة)، ثم سرعان ما عين في عام 1377ه مديراً لكليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض، وفي عام 1379ه عين مديراً عاماً لرئاسة القضاة في المملكة. ثم صدر الأمر الملكي بتعيينه وكيلاً لوزارة المواصلات عام 1382ه. ثم تم تعيينه مديراً لمصلحة المياه بالرياض. ومن أهم أعماله الثقافية تأسيس وإصدار مجلة الجزيرة عام 1379ه. وإنشاء مطبعة الفرزدق التي كان لها أثر عظيم في طباعة كثير من المؤلفات الأدبية والدينية لمؤلفين سعوديين ومن ذلك أن طبعت لي أكثر من عشرة كتب. أما نشاطه الإذاعي فإنه متميز ومن أشهر البرامج التي قام بها برنامج (من القائل)؟ يرد به على أسئلة المستمعين واستفساراتهم عما يشكل عليهم من الشعر الشعبي، الذي كان أصدر فيه كتابه (الأدب الشعبي في جزيرة العرب). وقد زاملته في عدة لجان أو هيئات أذكر منها: العضوية في إعداد جزء من المعجم الجغرافي للمملكة العربية السعودية، الذي تولى الدعوة له ومتابعة ذلك علامة الجزيرة الأستاذ حمد الجاسر إذ عهد إليّ في كتابة ما يتعلق ببلاد القصيم منه وعهد للشيخ عبدالله بن خميس بكتابة ما يتعلق باليمامة التي فسرها الشيخ ابن خميس بأنها (إمارة منطقة الرياض) يريد أن كتابه هو عن المنطقة التي تشملها إمارة منطقة الرياض. ومنها العضوية في (الإشراف على تقويم أم القرى) وهو تقويم رسمي تصدره الحكومة السعودية. وكان تأليف اللجنة قد صدر بأمر من خادم الحرمين الشريفين آنذاك الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وجزاه عنا خيراً وقد استقال الأستاذ ابن خميس من اللجنة متفرغاً لبعض أعماله، أما أنا فواصلت العمل فيها ولا أزال حتى الآن. ومنها اللجنة التي كلفتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في الجمعية السعودية للثقافة والفنون بوضع معجم للنبات في المملكة العربية السعودية، وقد استمرت اجتماعاتها لنحو ثلاث سنوات، ولم تصدر المعجم. إلى جانب لجان أخرى. فقد ظل بيت الشيخ عبدالله بن خميس بل قصره الواقع في غرب الرياض مقصداً للكثير من الشخصيات الأدبية و الثقافية وللشعراء والأدباء أيضاً. هذا وقد نال الشيخ ابن خميس عدداً من الأوسمة والجوائز منها: 1- جائزة الدولة التقديرية الأولى في الأدب عام 1403ه. 2- وسام تكريم وميدالية فضية من مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1410ه الموافق 1989م. 3- وسام الشرف الفرنسي من درجة فارس قلده غياه الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران. 4- وسام الثقافة من تونس قلده إياه الرئيس الحبيب بورقيبه. وفي الدورة السابعة عشرة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة كان الأستاذ عبدالله بن خميس الشخصية الثقافية السعودية المكرمة ليكون رجل الثقافة في المملكة في العام الذي جرى فيه تكريمه. أما مؤلفاته فهي: 1- شهر في دمشق. 2- الأدب الشعبي في جزيرة العرب. 3- المجاز بين اليمامة والحجاز. 4- على ربى اليمامة - ديوان شعر. 5- راشد الخلاوي - حياته وشعره. 6- معجم اليمامة - جزءان. 7- الدرعية - العاصمة الأولى. 8- من القائل؟ أربعة أجزاء من الشعر والكم والأمثال. أما ولادته ووفاته، فإن ولادته كانت في الملقا من ضواحي مدينة الدرعية عام 1339ه ووفاته في هذا الشهر جمادى الثانية عام 1432ه وعمِّر ثلاثاً وتسعين سنة. رحمه الله رحمة واسعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.