إذا قدر لك وأن راجعت أي مستشفى من مستشفيات وزارة الصحة للعلاج بجدة، وواجهتك مشكلة يتطلب أن يكون لمدير المستشفى دور في حلها، فإنك لن تستطيع مقابلته إذا لم يكن حضورك لمكتبه متوافقا مع الساعة المحددة من وزارة الصحة بمقابلة المراجعين، فما عليك إلا الانتظار لليوم التالي، لأن سعادته في اجتماع. هكذا يكون رد مدير مكتبه. هنا يحق لنا أن نطرح سؤالا بعدد مراجعي المستشفيات: هل من أسباب جوهرية لحجب مديري المستشفيات ومساعديهم عن مقابلة المراجعين إلا في ساعة واحدة من كل يوم؟ وهل الساعة كافية لأن يقف المدير على حل مشاكل المراجعين عند اعتراضهم على مواعيد متأخرة أو تأخر طبيب عن عيادته أو فقد ملف أو نتائج تحاليل أو وصفة طبية لم تصرف من الصيدلية لعدم توفر الدواء أو قصور في الطوارئ؟ بطبيعة الحال الجواب بلا؛ لأن المبرر لهذا الأمر غير موجود مهما كانت الأسباب التي جعلت من هذه الوزارة تحدد ساعة واحدة لاستقبال المراجعين، إلا إذا كانت الوزارة في تنظيمها الفني والإداري أوكلت إلى هذه الفئة مهام أهم من خدمة المرضى .. عندها يتوجب عليها أن تجعل لكل مستشفى مديرين، الأول لمهام الوزارة الخاصة والاجتماعات، والآخر لاستقبال المراجعين، ويا حبذا أن يكون مكتبه بين العيادات، بل على مقربة من مدير العيادات. ما دعاني إلى تناول هذا الموضوع حالات متكررة رغبت فيها أن أقابل مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة مع بعض من سكان الحي الذي أسكنه بخصوص إعادة فتح مركز حي الزهراء فتعذر مقابلته بحجة أنه في اجتماع، وتكرر معي الحال مرات عدة مع مديرين سابقين لمستشفى الملك فهد بجدة، وآخرهم مدير مستشفى الولادة والأطفال بجدة لأشكو عليه حال منطق وتصرف المسؤول عن مركز الزواج، فتعذر اللقاء لأن سعادته في اجتماع. هذه المعضلة لا تتناسب مع ما تردده وزارة الصحة بأن لديها اهتماما كبيرا بالرفع من جودة الأداء وضمان تقديم رعاية صحية بمستويات عالمية لخدمة المواطنين، وأنها تعمل في سياق تحديات كبيرة بغية توفير الخدمات الميسرة للمواطنين وأبواب من يقوم على تقديمها مغلقة في وجه المريض.