إذا كان سكان أحياء شرق الخط السريع بمحافظة جدة قد عانوا الأمرّين إبان كارثة السيول بسبب قصور في التصريف، فالواقع يؤكد أن معاناتهم أكبر مع الخدمات الصحية، وهي معاناة مستمرة على مدار العام إذ لا يوجد بها ولا مستشفى حكومي واحد وحتى المراكز الصحية القائمة متواضعة في مبانيها وإمكانياتها وتجهيزاتها، فضلا عن محدودية عددها. ومركز صحي قويزة لا يخرج عن هذا السياق حيث يقدم خدمات متواضعة ويشكو مراجعوه من نقص في الأدوية وعيادات الأسنان، ولا توجد به عيادة للحوامل، وهو لا يعدو كونه مجرد “تصبيرة ولملمة” لجراح أهالي الحي مقارنة بمركز حي الحمراء النموذجي مثلا، ويؤكد أحد المراجعين أنه قصد المدير لمرات عديدة للشكوى من تدني الخدمة التي يقدمها المركز إلا أنه لم يحظ بمقابلته لأنه “غير موجود في الخدمة” في كثير من الأحيان. كما أن المركز صغير ولا يتواجد فيه سوى طبيبين في النوبة الواحدة، ولا يقدم شيئا يذكر في جانب التوعية والتثقيف الصحي. المدير يعترض “المدينة” من منطلق حرصها على أداء الدور المناط بها في تلمس أوجه القصور بمختلف المرافق الخدمية ورصد معاناة المواطنين وإيصال صوتهم إلى المسؤولين، حرصت على القيام بجولة ميدانية في المركز بهدف رصد واقع الحال بكل شفافية بالكلمة والصورة، لكن يبدو أن هذا الأمر لا يروق للمدير حيث طلب منا إحضار موافقة من مرجعه على التصوير داخل المركز وعمل لقاءات مع المواطنين، فقلنا له “نحن سنقوم بواجبنا، ولن نأخذ إذنا من شأنه ألا يتيح لنا الوصول إلى الحقيقة المجردة حول شكوى المواطنين، بعد أن تتمكنوا من عمل الترتيبات اللازمة وإجراء التنظيم والتنسيق اللازمين لإظهار الصورة بما يخالف الواقع، وسنستمر في لقاءاتنا مع المراجعين بالخارج. ويشكو فهد المالكي من النقص الكبير في الخدمات خاصة الأسنان ورعاية الحوامل، إضافة إلى الانتظار الطويل والزحام الشديد، كما يوجد نقص في عدد الأطباء. ويتفق معه أحمد إبراهيم مؤكدا أن الخدمات الطبية سيئة للغاية خاصة من ناحية المعاملة ونقص الأدوية، وحتى الإدارة تعاني من إهمال واضح، “وقد لا تصدقني إن قلت لك إنني راجعت مكتب المدير أكثر من مرة لأشكو له حال الخدمات الصحية وسوء المعاملة ولكنه دائما غير موجود!!!. وبنقل شكوى المواطنين ومعاناتهم إلى مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة الدكتور سامي بن محمد باداود، أكد أن إدارته تسعى جاهدة بالتنسيق مع وزارة الصحة من أجل تطوير خدماتها لأهالي وأحياء شرق الخط السريع من خلال إنشاء مجموعة من المرافق الطبية العلاجية والوقائية للمشاركة في برامج التنمية المستدامة ل “جدة الجديدة”. وقال: "تقوم صحة جدة حالياً بالتنسيق مع أمانة جدة لتخصيص مساحات من الأراضي المناسبة في جميع أحياء شرق جدة حسب الكثافة السكانية المتوقعة بعد عملية التطوير لإنشاء مشاريع صحية عليها من مراكز صحية ومستشفيات، ونتطلع إلى أن يتم ذلك سريعاً لتتمكن الوزارة من اعتماد هذه المشاريع في الموازنات المقبلة لتسريع رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة لأهالي هذه الأحياء أسوة ببقية السكان في الأحياء الأخرى بمحافظة جدة”.