بينما انشغل مدير مكتب العمل في جدة في اجتماع، أكد المراجع أبو عبدالله في لهجة ساخرة أنه (يتروش) في اليوم أربع مرات وهو يراجع مكتب العمل، لأن صالة الحاسب الآلي مربط كل المعاملات دون تكييف، فيما يتزاحم فيها عشرات المراجعين. وأضاف ضاحكا «تخاصمت مع زوجتي لكثرة كيها لثيابي بعد كل (دش)، وأكد حازما أن معاملته لم تنجز منذ ثلاثة أشهر بسبب تعطل الحاسب الآلي بشكل شبه يومي، مشددا على سوء معاملة مدير قسم الحاسب الآلي، الذي لم تستطع «عكاظ» مقابلته لأن بابه مغلق، في حين لوحظ موقف سيارته فارغا. ويتذكر أبو عبدالله أن باب مدير الحاسب الآلي ظل مفتوحا لمدة أسبوع كامل مسندا بحجر، عقب زيارة وزير العمل السابق غازي القصيبي -رحمه الله- لمكتب العمل في جدة. دا خل أسوار المكتب رصدت عدسة «عكاظ» متسولات بأطفالهن، هربن فور التقاط الصور وهن يشتمن المصور بأقذع الشتائم، إذ أقلق راحتهن في إفراغ جيوب المراجعين. داخل صالة الحاسب الآلي وأمام أحد المكاتب الخالية من الموظفين، تحول تجمهر المراجعين على المكتب إلى تجمع حول محرر «عكاظ»، اختلطت الأصوات المتعالية غضبا من سوء سير العمل في الصالة، وكل من المراجعين يريد إيصال صوته للصحافة، عبدالله محمد مالك مجموعة شركات قال «لا يهمني سوء التنظيم، ولا يعنيني غياب التكييف، ولن أزاحم المراجعين، كل ما يهمني أن يسير العمل في قسم الحاسب الآلي، حيث ترتبط جميع معاملاتنا، فهو بشكل شبه يومي معطل، وبشكل يومي تتعطل نافذتهم الإلكترونية، وكلما تأخرنا في إنهاء المعاملات تحملنا الغرامات المالية، وهذا أمر لا يعقل ولا يمكن قبوله؛ بمعنى نحن نتحمل غلطة المكتب وغراماته المالية، وأصبحنا ندوام يوميا بدلا عن غيابهم لعل وعسى أن ننهي هذه المعاناة المعكوسة». بصوت المجموعة قال أبو تركي «إذا انتهت أعطال قسم الحاسب الآلي انتهت معاناة المراجعين، فالأقسام الأخرى تعتمد عليه وهو الحلقة الأضعف، وإن كان الوضع في تلك الأخرى ليس بالبعيد عن قسم الحاسب الآلي إلا أنها تظل أفضل منه نسبيا، وتتحجج في رفضها تسيير العمل بضرورة مرور المعاملات من قسم الحاسب.