ثمن باهظ تدفعه السمعة السعودية جراء التصعيد لموقف عابر ليس فيه خروج عن المألوف الإنساني لولا أنه وجد «هالة» من التداعيات الصارمة على حساب وطن.. لا يشبه الأوطان الأخرى.. ويصرون على تصغيره وهو كبير! الآن ليس الكلام عن قيادة المرأة للسيارة بأهم من الكلام عن الوطن وهو يقاد إلى قفص الاتهام في صورة تسيء إلى إنجازاته وإصلاحاته نتيجة ارتكاب خطأ أكبر لمعالجة خطأ أصغر! فعندما يكون الالتهاب مشتدا في الجسد نخاف على العضو السليم وعندما تعصف الرياح الهوجاء نعتصم بالمكان الأمين! لذا.. وسط المحاذير وأصوات النفير وصيحات الحقوقيين والمتربصين والمتجمهرين كان يجب أن يعلو صوت الحكمة على أصوات الاندفاع! وكان ينبغي ضبط النفس في كل إجراء لا يحسب حساب الوطن قبل حساب إرضاء أهواء وأمزجة ليس لديها أدلة وأسانيد ترتبط بالتعاليم الشرعية ولا هي الأقوى أو الأفضل في الحفاظ على السمة الدينية الوطنية! فوجود العلماء المخلصين يتقدم على وجود الناصحين المتخوفين. وعند مفترق الطرق الاختيار بين الاتجاهات المتعارضة يستلزم الوعي بالنتائج.. وتقدير التبعات والخسائر وعدم التسرع في إصدار قرارات صادمة وقاصمة تحت ضغط الأقاويل والادعاءات والتهويل الإعلامي، وضبط الأمور بموازينها الفعلية دون التضحية بكل شيء لأجل شيء واحد. إن صمام أمن المجتمعات القوية لا تديره أياد خفية بل هو محسوب على الأيادي الظاهرة الضابطة الباقية في الواجهة والقادرة على المواجهة.. والتي تفكر بعمق بالمسافة الفاصلة بين السلوك غير المرغوب فيه وهو ليس عدوانا ولا إيذاء ولا إجراما ولا إرهابا وبين رد الفعل الذي يجعل من الحبة قبة، ومن الوضوح جريمة ومن التهور حريقة! ففي المسافة الفاصلة يتضح مقدار ما يدفعه الوطن أمام الآخرين من أثمان باهظة! حينئذ يكون الاحتواء أسلم لأنه نوع من الاستعلاء على الصغائر.. وسد لباب الضغائن، ومنع المتاجرة بسمعة وطن، وإيقاف كل من يستحق عند حده.. ومعاملة تقوم على السواسية بين الناس.. فكل خطأ له ما يقابله من الحساب لا تصغير ولا تكبير.. ولا إذعان ولا تخويف كل العقلاء اليوم يجتمعون ويجمعون أن الوطن فوق الجميع وأن خطأ فرديا إذا كان خطأ لا يعالج بالتضحية بسمعة الوطن! خصوصا عندنا ناس تدور على ما يشغلها فإذا حدث أمر عابر جعلت منه قضية وأمعنت وتشددت في الشقاق ومنع الوفاق حتى يتسع الخرق على الراقع ويكون النسيج مليئا بالثقوب وعرضة للتمزق مع أول لمسة، أتمنى لو ينتصر العقل والحكمة، أطلقوا أيها العظماء العقلاء سراح الوطن من قفص الاتهام!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة