عندما سلط الله الجيش الأمريكي على صدام حسين فأسقطه ودمر سلطته وأزال جبروته، ظهرت العديد من المقابر الجماعية المروعة التي عرضت صور بعضها عبر وسائل الإعلام، وقد رأيت تلك الصور فوجدتها مروعة فعلا حتى أنها أظهرت بعض الذين دفنوا ومنهم طفلة في الرابعة من عمرها بملابسها المنزلية وقد دفنت ضمن من تم دفنهم في إحدى تلك المقابر الجماعية التي أخذت تظهر الواحدة تلو الأخرى، حيث كان العراقيون يتجمعون حولها في محاولة منهم لمعرفة هويات الضحايا المقبورين لأن لديهم قوائم سابقة بالمفقودين والمختطفين لعله يكون من بين من دفنوا في المقابر الجماعية بعضهم، وكانت صور الصناديق الخشبية التي تجمع فيها الأشلاء أو الهياكل العظمية لترص متجاورة أو بعضها فوق بعض صورا مشينة يندى لها جبين الإنسانية وتجسد فداحة ما كان يفعله ذلك الديكتاتور وزبانيته بالشعب العراقي دونما رحمة أو شفقة أو خلق أو دين أو مروءة وفي هذه الأيام نقلت الأنباء صورا مقززة عن مقبرة جماعية حديثة الولادة تم اكتشافها في مدينة درعا، وقد تم اكتشافها إثر خروج الجيش من المدينة بعد حصار واقتحام لها وتصفيات جسدية فورية لأعداد من المتظاهرين، ولعل ضحايا المقبرة الجماعية هم بعض من تمت تصفيتهم بعيدا عن وسائل الإعلام بل وحتى عن كاميرات الجوالات، وربما تكون هناك مقابر جماعية أخرى في درعا نفسها أو في غيرها من المدن والقرى لم تكتشف بعد لوجود المدرعات والشبيحة و «النبيحة!»، لأن الشعب الثائر ضد النظام يتحدث عن العديد من المفقودين الذين لا تعرف أسرهم عما أن كانوا في عداد الموتى أم المسجونين أم الهاربين بدينهم وأرواحهم إلى خارج القطر، ولا بد أن الأيام كفيلة بتقديم معلومات عن أولئك المفقودين وأحوالهم، لا سيما في حالة سماح الظروف والتنقيب عن مقابر جديدة يتم التعرف من خلالها على بعض المفقودين الذين لا تعرف أسرهم مصائرهم ثم تكتشف أنهم قد «قبروا» جماعيا بعد تصفيتهم جسديا على أيدي البواسل من رجال الأمن أو الجيش وإنه لأمر مؤسف أن تصل الأحوال ببعض الأوطان إلى الحد الذي يصبح فيه الحكام من أبنائها أكثر وبالا عليها من أعدائها، وأن تصبح الأسلحة التي اشتريت ذات يوم بدماء المواطنين وخيرات الوطن موجهة ضد المدنيين والمتظاهرين العزل إلى الحد الذي يحتاج فيه القلة إلى مقابر جماعية لمواراة سوءاتهم فيها ظانين أنهم سوف ينجون بذلك من خزي الدنيا ومن عذاب الآخرة .. ولكن هيهات!!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة