تكاد تخلو أسواق المواشي في الباحة من الأغنام بأنواعها إلا من عدد قليل جدا لا يفي بمتطلبات الأهالي، رغم ارتفاع الأسعار ما أدى لعزوف كثير من مواطني المنطقة عن شراء اللحوم، واستبدالها بالدجاج الذي يشهد أيضا ارتفاعا غير مسبوق. «عكاظ» تجولت أمس على عدد من أسواق المواشي في المنطقة ولاحظت خلو الزرائب من الأغنام والتيوس، عدا عدد قليل جدا فيما يغلب على أكثرها الأناثي والرخل. وفيما يشكو تجار المواشي من ركود تجارتهم، كذلك يشكو المواطنون من ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، كما يصف ذلك صالح سعيد، محمد عبدالله، وخالد الغامدي الذين يؤكدون أنهم استبدلوا اللحوم بالدجاج المجمد برغم ارتفاعه هو الآخر، ويطالبون في الوقت ذاته وزارة التجارة بإحكام سيطرتها على الأسواق التي تشهد ارتفاعا في مختلف المؤن الغذائية. ويشير تجار المواشي سالم قذان، عدنان مقبول، عطية معيض، إلى أن الناتج المحلي من المواشي ضعيف جدا لا يمكنه تغطية احتياجات المواطنين، مرجعين سبب الأزمة وندرة الأغنام والتيوس إلى الاضطرابات الحالية في بعض الدول العربية كمصر وسوريا واليمن، إلى جانب ارتفاع سعر الشعير وهو ما أدى بشكل سلبي إلى ركود السوق إجمالا. وأبدوا خشيتهم وقلقهم من أن تستمر الأزمة خلال الفترة المقبلة ولاسيما أن فترة موسم الصيف أصبحت وشيكة وما يصاحبها من مناسبات الزواج التي ينشط فيها الطلب على الأغنام والماعز وتنشط حركة البيع في السوق بشكل كبير. ولفتوا إلى أن سوق المواشي تخلو تماما من النعيمي والهرفي والنجدي، إضافة إلى مواشي تهامة الباحة التي تعد الأفضل والأكثر رواجا، ويقبل عليها بشكل أكبر العرسان للاحتفاء بضيوفهم في مناسبات الزواج. وأوضحوا أنهم حاولوا الحصول على الأغنام من أسواق عدة داخل المملكة لتغطية عجز السوق إلا أنهم لم يفلحوا في ذلك بسبب قلتها وارتفاع أسعارها لأكثر من 1800 ريال للرأس، وكانت تباع قبل فترة بأقل من 1200 ريال، في حين ارتفعت أسعار الهرفي إلى أكثر من 1300 ريال، بينما كانت تباع سابقا في حدود 450 ريالا فقط.