تشكل انتخابات المجالس البلدية اختبارا تكشف نتائجه عن مقدار ما يتمتع به المواطنون من وعي سواء كانوا من الذين رشحوا أنفسهم لعضوية تلك المجالس أو من الذين اكتفوا بتسجيل أسمائهم في قوائم الناخبين بل وحتى أولئك الذين عزفوا عن التسجيل مشكلين بذلك موقفا معبرا عن عدم الاهتمام أو عدم التقدير لما تنهض به المجالس البلدية من دور سواء اتفقنا معهم فيما يرونه أو لا نتفق. الانتخابات البلدية امتحان لوعي الذين يرشحون أنفسهم حين تؤكد مدى تفهمهم لطبيعة العمل الذي يتصدون له واستعدادهم لما يتطلبه العمل منهم من إخلاص وتفان وأمانة في أدائه وقبل ذلك وعيهم بالصلاحيات الممنوحة لهم فلا يفرطون في شيء منها ولا يتجاوزون ذلك على ما ليس لهم به شأن وهو وعي ينبغي أن تتأسس عليه حملاتهم الانتخابية فلا يقدمون وعودا وهمية استدراجا لأصوات الناخبين ولا يتخلون عن وعودهم إذا ما تحقق لهم ما أرادوه وفازوا بالعضوية. والانتخابات البلدية امتحان للناخبين كذلك وذلك حين تكشف عملية التصويت أنهم منحوا أصواتهم لمن هو أهل بالثقة وجدير بخدمة الوطن وقدير على تحقيق ما يؤملونه من دور يمكن لعضو المجلس البلدي أن ينهض به دون أن يقعوا في فخ الوعود الوهمية أو ينحازوا لأي انتماء قبلي أو مذهبي، فضلا عن الانحياز لعوامل القربى وغير ذلك من تكتلات يمكن لها أن تقود على نتائج تشوه وجه العملية الانتخابية. أما أولئك الذين لم يسجلوا أسماءهم في قوائم الناخبين فإن عدم تسجيلهم يكشف في البدء عما يمكن أن يكون تهاونا في موقف وطني كان يمكن لأصواتهم أن تؤثر فيه وأن تحقق للوطن نتائج أفضل غير أن بالإمكان النظر إلى عدم تسجيلهم على أنه تعبير عن موقف وهذا الأمر يفرض عليهم أن يكونوا أكثر وضوحا وأن يعربوا عن رأيهم الذي يقف وراء عدم تسجيل أسمائهم بكل شفافية وصدق فمثل ذلك الإيضاح والتوضيح يمكن له أن يشكل خطوة نحو تطوير المجالس البلدية تجعلها أكثر فعالية وقدرة على تحقيق ما هو متوخى منها. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة