ربما لم تقرأ الزميلة الدكتورة عزيزة المانع مقالي الذي تحدثت فيه قبل سنوات عن الانتخابات، حين أبعدت المرأة عن أول انتخابات، وكنت من المطالبين بأن تشارك في الانتخابات بصفتها النصف الآخر من المجتمع، وحين تبعد تصبح هذه الانتخابات ناقصة ولا تعبر عما يريده المجتمع. فكتبت مقالها «حيث يتحدث العقل الباطني» الذي وإن اختلفت معه في مسألة أني منطلق من «إحساس بالتفوق على المرأة»، إلا أن مقال الدكتورة يستحق التأمل كثيرا، لأنها تطرقت لجانب يحرك الإنسان ويؤثر على انفعالاته النفسية وقراراته دون أن يسيطر عقل الإنسان عليه، لأنها تصدر من «العقل الباطني» اللاوعي الذي رمى فيه المجتمع المعتقد والمذهب والعرقية والعادات الجيدة أو السيئة بداخل الإنسان وهو طفل قبل أن يعي بما وضع في ذاك الصندوق، وأصبحت كل تلك الأمور تسيطر على الإنسان أكثر من سيطرته عليها. حتى رؤيته للمرأة وتفوقه عليها، رمي في ذاك الصندوق، ولم يكن المجتمع هو من رمى هذه الفوقية، بل تاريخ البشرية، فأكثر جنس تم اضطهاده عبر التاريخ، هو المرأة، وكانت دائما ينظر لها على أنها من ممتلكات الرجل، لهذا كلما أراد مجتمع ما كمجتمع مصر ما قبل الفراعنة تقديم هدية «لإله النهر» الذي كان يغرقهم كل عام، يتم وضع أجمل فتاة في النهر ليلا، فتأكلها التماسيح، ويغرقون كل عام. أعود لما طرحته الدكتورة لأقول: في أول انتخابات كانت الأولويات بالنسبة لي ككاتب دخول المرأة، بيد أني الآن لم أعد أهتم من يصوت، فالمجلس البلدي لا قيمة له بغض النظر عمن سيفوز بالانتخابات، لهذا هو لا يحقق متطلبات المجتمع، فإصلاح المجلس ومنحه صلاحيات أهم، أو هكذا أرى الأمور. ومع هذا لا يمكن لي الجزم بأني تخلصت من كل ما رماه تاريخ البشرية بداخل «العقل الباطني»، وأن علينا دائما التفتيش فيه، ومعرفة ما الذي يدفعنا حين نسمع أن شابا تحرش بفتاة وحيدة لنقول: «تستاهل ليه ماشيه لوحدها»، أي نحملها تبعات الجريمة مع أنها ضحية؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة