توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن هناك ارتفاعا مضطردا وملحوظا في أعداد المتسولين من غير السعوديين في المملكة، وأن الغالبية العظمى منهم قبض عليهم في كل من جدة، مكةالمكرمة والرياض على التوالي. وأظهرت أن الغالبية العظمى من أولئك المتسولين ينتمون إلى جنسيتين عربيتين، وأن جلهم قدموا إلى المملكة عن طريق التسلل أو بسبب أداء العمرة. وكشفت الدراسة التي أجراها الدكتور مساعد بن إبراهيم الحديثي تحت عنوان «ظاهرة التسول وأثرها الاجتماعي والاقتصادي والأمني» عن أن بعض المتسولين يتسولون في الأسواق وعند إشارات المرور والمساجد، مشيرة إلى أن من ضمن أسباب انتشار الظاهرة تعاطف أفراد المجتمع مع حالة المتسول، وعدم وجود رادع قوي يمنع التسول، فضلا عن كثرة المتخلفين من العمالة الوافدة وتعدد الجهات المسؤولة عن ذلك. وبينت الدراسة التي شارك فيها إلى جانب الباحث الرئيسي كل من الدكتور المأمون السر كرار الطيب، الدكتور صالح عبدالله الدبل والدكتور محمد عبدالله المرعول أن من ضمن الأسباب المؤدية إلى انتشار ظاهرة التسول في المجتمع كثرة أعداد المتسولين، وجود عصابات تشرف على التسول، عدم كفاية الدور الذي يمكن أن يؤديه أئمة المساجد في إرشاد المصلين حول هذه الظاهرة وشعورهم بالحرج في منع المتسول من الوقوف أمام المصلين. تمثل الهدف الرئيسي من الدراسة التي جاءت في خمسة فصول توزعت على 275 صفحة، في التعرف على حجم تلك الظاهرة، الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للقائمين بها، الوقوف على العوامل والأسباب والأحوال الاجتماعية التي أدت إلى ظهورها واستفحال نموها وتبيان الآثار الاجتماعية والاقتصادية والأمنية المترتبة عليها، ونوعية الذين يقومون بها ومعرفة الآليات والأساليب التي يتبعونها بهدف الخروج ببعض المقترحات والتوصيات العلمية التي يمكن أن تحد من تلك الظاهرة وآثارها الضارة على المجتمع.