يطلق صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزير الثقافة الروسي إلكسندر أفدييف اليوم، معرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» الذي يستضيفه متحف الارميتاج في مدينة سانت بطرسبرغ في روسيا، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. وأوضح نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي بن إبراهيم الغبان، أن معرض «روائع آثار المملكة عبر العصور» اكتسب مكانة عالمية وشهرة في الأوساط العلمية والثقافية، بعد النجاح الكبير الذي حققه في باريس وبرشلونة، مشيرا إلى أن المتاحف والمعارض العالمية في هذه الدول هي من تطلب استضافة المعرض، وتتحمل تكاليفه، مما يعكس الأهمية التاريخية والحضارية للمملكة، والقيمة الكبيرة للقطع الأثرية لهذا المعرض، والتي تعرض للمرة الأولى بهذا الحجم والتنوع خارج المملكة. وأبان الغبان أن قطع المعرض نقلت بالكامل من مؤسسة لاكاشيا في برشلونة إلى متحف الارميتاج والذي يتحمل تكاليف النقل والعرض، منوها بما لقيه المعرض أثناء انعقاده في فرنسا وإسبانيا من إقبال واسع واهتمام إعلامي كبير، بالإضافة إلى الاحتفاء به من قبل المتخصصين والمعنيين بالآثار والمتاحف على مستوى العالم. وأكد الدكتور الغبان على أهمية المعرض في التعريف بالبعد الحضاري للمملكة، وما تمتلكه من مخزون تراثي، وما تقوم عليه من حضارات متعاقبة، مشيرا إلى أن قطع المعرض اختيرت لتعكس المشاركة الفاعلة لإنسان هذه الأرض عبر العصور في صنع التاريخ الإنساني، ودوره في الاقتصاد العالمي عبر العصور، والتأثير في الحضارات انطلاقا من الموقع الجغرافي المميز للجزيرة العربية، والتي كانت محورا رئيسا في مجال العلاقات السلمية والثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسرا للتواصل الحضاري بينها، منوها إلى ما يحظى به المعرض من اهتمام شخصي وكبير من قبل رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان، الذي يذلل كل العقبات ويتابع تفاصيل الإعداد للمعرض، ويخصص من وقته وجهده الكثير لدعمه. وكانت قطع المعرض قد وصلت مؤخرا من مؤسسة لاكاشيا، حيث اختتم المعرض هناك في 17 من شهر ربيع الأول الماضي، إلى مدينة سانت بطرسبرج، تمهيدا لعرضها في متحف الارميتاج الذي يعد من أهم المتاحف وأشهرها على مستوى العالم. وستنعقد خلال المعرض عدة أنشطة ثقافية، منها ثلاث محاضرات في اليوم الثاني، تتناول الجانب الأثري والتراثي في المملكة، الأولى بعنوان (الحضارات الضاربة في القدم في المملكة) يقدمها نائب الرئيس للآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي بن إبراهيم الغبان، والمحاضرة الثانية بعنوان (التراث العمراني في المملكة العربية السعودية)?يقدمها أستاذ النقد المعماري في جامعة الدمام الدكتور مشاري النعيم، فيما يقدم المحاضرة الثالثة مدير عام المتحف الوطني في الرياض الدكتور عبدالله السعود، تحت عنوان (مواقع التراث العمراني العالمي في المملكة).? كما سينظم على هامش المعرض جناح للأفلام الوثائقية عن المملكة، يجري من خلاله عرض أفلام إعلامية تبرز تاريخ المملكة وحضارتها، تم إنتاجها من قبل هيئة السياحة والآثار، ووزارة الثقافة والإعلام، كما ينعقد معرض إعلامي مصغر تساهم فيه كل من الهيئة والوزارة بمجموعة كبيرة من الصور والكتب عن المملكة. وسيصاحب المعرض خلال الأيام الثلاثة الأولى من تدشينه عروض فلكلورية سعودية، يشهدها متحف الارميتاج، تشارك بها وزارة الثقافة والإعلام من خلال الفرق الشعبية، والتي ستقدم ألوانا فلكلورية من مختلف مناطق المملكة، حيث ستقدم أول عرض على مسرح متحف الارميتاج في اليوم الثاني للمعرض، فيما ستقدم الفرق في الأيام الثلاثة بعد الافتتاح عروضها للجمهور في مسرح خصص لها في الحديقة العامة في المتحف.