يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزير الثقافة الروسي الكسندر افدييف الاثنين القادم معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" الذي يستضيفه متحف الإرميتاج في مدينة سانت بطرسبرج بروسيا بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. وصف سمو الأمير سلطان بن سلمان وجود معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور"في دولة كبرى كروسيا علامة مميزة باهتمام العالم للبعد الحضاري للمملكة الذي تم إبرازه في السنوات الأخيرة. وقال سموه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بمناسبة إقامة المعرض الذي يستضيفه متحف الإرميتاج في مدينة سانت بطرسبرغ بروسيا الاثنين القادم " لقد تفاجأ العالم بشكل إيجابي بأن المملكة العربية السعودية كما هي بلد الإسلام وبلد الحراك الدولي سياسيا واقتصاديا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - تقوم على حضارات عظيمة ونحن نعرض جزءا منها لإبراز قوة الدولة وثقل هذا الدين العظيم الذي نشأ في موقع حضارات وثقافات عالمية، والعالم اليوم سعيد جدا بأن يرى هذا الحراك الثقافي الكبير للمملكة ".من جهته أكد نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والأثار للأثار والمتاحف الدكتور علي بن إبراهيم الغبان أن معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" اكتسب مكانة عالمية وشهرة في الأوساط العلمية والثقافية بعد النجاح الكبير الذي حققه في باريس وبرشلونة, مشيراً إلى أن المتاحف والمعارض العالمية في هذه الدول هي من تطلب استضافة المعرض وتتحمل تكاليفه مما يعكس الأهمية التاريخية والحضارية للمملكة، والقيمة الكبيرة للقطع الأثرية لهذا المعرض التي تعرض للمرة الأولى بهذا الحجم والتنوع خارج المملكة. وأبان أن قطع المعرض نقلت بالكامل من مؤسسة لاكاشيا في برشلونة إلى متحف الإرميتاج الذي يتحمل تكاليف النقل والعرض، منوهاً بما لقيه المعرض أثناء إقامته في فرنسا وأسبانيا من إقبال واسع واهتمام إعلامي كبير، بالإضافة إلى الاحتفاء به من قبل المتخصصين والمعنيين بالآثار والمتاحف على مستوى العالم. ونوه الغبان إلى ما يحظى به المعرض من اهتمام من سمو رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان الذي يذلل العقبات ويتابع تفاصيل الإعداد للمعرض ويخصص من وقته وجهده الكثير لدعم المعرض الذي يعد حلقة في سلسلة النجاحات التي حققها سموه لإبراز قيمة الآثار السعودية محلياً وعالمياً. وأكد أهمية المعرض في التعريف بالبعد الحضاري للمملكة، وما تمتلكه من مخزون تراثي وما تقوم عليه من حضارات متعاقبة، مشيراً إلى أن قطع المعرض اختيرت لتعكس المشاركة الفاعلة لإنسان هذه الأرض عبر العصور في صنع التاريخ الإنساني، ودوره في الاقتصاد العالمي عبر العصور والتأثير في الحضارات انطلاقا من الموقع الجغرافي المميز للجزيرة العربية التي كانت محوراً رئيساً في مجال العلاقات السلمية والثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسراً للتواصل الحضاري بينها.وستقام خلال المعرض عدد من الفعاليات الثقافية المصاحبة, حيث سيقام في اليوم الثاني ثلاث محاضرات تتناول الجانب الأثري والتراثي في المملكة, الأولى بعنوان: (الحضارات الضاربة في القدم بالمملكة العربية السعوديةيلقيها نائب الرئيس العام للآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي بن إبراهيم الغبان, والمحاضرة الثانية بعنوان: (التراث العمراني في المملكة العربية السعودية) يلقيها أستاذ النقد المعماري بجامعة الدمام الدكتور مشاري النعيم, والمحاضرة الثالثة بعنوان(مواقع التراث العمراني العالمي في المملكة) يلقيها مدير عام المتحف الوطني بالرياض الدكتور عبدالله السعود. وسيقام على هامش المعرض جناح للأفلام الوثائقية عن المملكة يتم فيه عرض أفلام إعلامية تبرز تاريخ المملكة وحضارتها تم إنتاجها من خلال هيئة السياحة والآثار ووزارة الثقافة والإعلام, كما يقام معرض إعلامي مصغر تشارك فيه كل هيئة السياحة ووزارة الثقافة والإعلام بمجموعة كبيرة من الصور والكتب عن المملكة. وسيصاحب حفل افتتاح المعرض وأيامه الثلاثة الأولى عروض فلكلورية سعودية يشهدها متحف الارميتاج تشارك بها وزارة الثقافة والإعلام من خلال الفرق الشعبية التي ستقدم ألوانا فلكلورية من مناطق المملكة, حيث ستقدم أول عرض على مسرح متحف الإرميتاج في اليوم الثاني للمعرض, فيما ستقوم الفرق في الأيام الثلاثة بعد الافتتاح بتقديم عروضها للجمهور في مسرح خصص لها في الحديقة العامة بالمتحف.ويحوي المعرض (347) قطعة أثرية، من القطع المعروضة في المتحف الوطني في الرياض، ومتحف جامعة الملك سعود، ودارة الملك عبدالعزيز، وعدد من متاحف المملكة المختلفة، إضافة إلى قطع عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة. وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر الدولة السعودية، وقد تم إضافة (27) قطعة أثرية إلى المجموعة السابقة التي عرضت في فرنسا وأسبانيا والبالغ عددها (320) قطعة. ويعد متحف الإرميتاج بروسيا المحطة الثالثة للمعرض - الذي صدرت الموافقة السامية الكريمة على انتقاله إلى عدد من المدن الأوربية والأمريكية- وذلك بعد متحف اللوفر بباريس الذي اختتم فيه المعرض في 27 سبتمبر 2010م, ومؤسسة لاكاشيا في أسبانيا التي اختتم فيها المعرض في 20 نوفمبر الماضي.