كشف مصدر مطلع ل«عكاظ» أن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، الذي وصل أمس العاصمة صنعاء يحمل إلى جانب صيغة المبادرة الأخيرة التي قدمها المجلس آلية لتنفيذ المبادرة الخليجية بندا بندا، وكذلك ضمانات لتنفيذ تلك البنود من كل الأطرف السياسية في اليمن. وأوضح المصدر أن الزيارة قد تستغرق أياما، حيث يخوض فيها الزياني مفاوضات مع السلطة والمعارضة لغرض إقناعهم والوصول إلى حلول ترضي كافة الأطراف اليمنية؛ حزب المؤتمر الحاكم وحلفاءه، وأحزاب المعارضة وشركاءها. وبناء على آخر صيغة للمبادرة مضافا إليها آليات (خارطة طريق للتنفيذ) كان حزب المؤتمر قد طالب بها حتى تتعثر الوساطة في وسط المرحلة ويتلكأ أحد الأطراف عن تنفيذها. وأشارت المصادر إلى أن الزياني التقى بأعضاء في الحزب الحاكم فور وصوله صنعاء لعرض ما بجعبته من حلول وآليات، ومن المرجح أن يلتقي بالرئيس علي عبدالله صالح. في حين قال الأمين العام لحزب التنظيم الوحدوي الناصري سلطان البركاني ل«عكاظ» إنهم في المعارضة لم يبلغوا بزيارة الزياني ولم يتواصل مع المعارضة قبل مجيئه وليس لهم علم بوصوله صنعاء من عدمه، إلا أن مصادر أخرى اعتبرت أن الزيارة في الوقت الحالي غير مشجعة. من جهته، قال الزياني في تصريحات صحافية لدى وصوله مطار صنعاء «إن الهدف من الزيارة مواصلة المشاورات مع كافة الأطراف اليمنية على أمل أن يعود الجميع إلى المبادرة الخليجية التي تستهدف الحفاظ على أمن واستقرار اليمن ووحدته وحقن دماء اليمنيين». وأضاف «اليمن عزيزة علينا جميعا، عزيزة على كل خليجي ونعتبر اليمن امتدادا للخليج وأبناء اليمن هم أهلنا». وتابع الزياني قائلا: «نريد حقن الدماء والحفاظ على أمن وسلامة واستقرار اليمن، وهذه من الأهداف الرئيسة لدى قادة دول مجلس التعاون وأصحاب السمو وزراء خارجية دول المجلس». وقال مصدر مسؤول في أحد أحزاب المعارضة المنضوية تحت مسمى اللقاء المشترك ل«عكاظ»: إنهم متمسكون بالمبادرة السابقة الصادرة في 21 أبريل، التي كان من ضمن شروطها أنه لا تغير ولا تبديل في بنودها، مؤكدا بأنهم رفضوا الصيغة الأخيرة التي شملت اسما 30 ممثلا من حزب المؤتمر الحاكم وحلفائها والمعارضة وشركائها بالتناصف. وجاءت الزيارة في الوقت الذي قتل محتج على الأقل وأصيب زهاء 30 آخرين بجروح في تجدد للصدامات بين قوات الأمن متظاهرين معارضين للنظام اليمني حالوا معادة السيطرة على شارع جمال، حيث تقع عدد من المكاتب بينهم مكتب وزارة التربية والتعليم بمحافظة تعز جنوب العاصمة صنعاء أمس بحسب مصادر طبية.