أصدرت لجنة تقصي الحقائق التابعة للمجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر تقريرا انتقدت فيه التسيب الأمني، وبروز تفسيرات دينية متطرفة بعد الثورة الجديدة القديمة «باعتبار أن الجيش الذي قام بالأولى مازال يحكم في الثانية». وكان هذا التقرير يتحدث عن الاشتباكات الدامية التي حدثت في منطقة إمبابة بالقاهرة السبت الماضي، والذي نتج عنها قتل أكثر من 12 شخصا وجرح أكثر من مئتين من المسلمين والمسيحيين، وحرق كنيسة العذراء، مما جعل الجيش يفرض حظر التجوال في تلك المنطقة. أخطر ما جاء في التقرير جملة: خروج أصوات دينية متطرفة تطرح إعادة تسمية المجتمع المصري، وأن المواطن المصري المسيحي يعتبر خارج الوطن بصفته «ذميا». للأمانة التاريخية الصراع الطائفي في مصر ليس وليد «الثورة الجديدة» فهو كان موجودا في عهد الرئيس السابق «حسني مبارك»، وكانت الحكومة لا تحاول طرحه على طاولة النقاش لتحله، بقدر ما هي كانت تزيف الواقع وتدعي أنه لا يوجد هذا الصراع الطائفي، وأن هناك جهات خارجية تحاول اللعب بالداخل، وكان النظام السابق يرسل تحذيرات ضبابية للخارج على أنه ليس مثل جارته التي تقسمت. بيد أن مصطلح «الذميين» هو وليد «ما بعد حكم حسني مبارك»، فهل هو مؤشر للنظام القادم لمصر، أم هو تحذير للشعب المصري بأن المشكلة إن لم تحل سيجدون أنفسهم دخلوا مرحلة «السودان»؟ خصوصا أن الأمن المصري بعد سقوط النظام، أصبح ضعيفا والشعب يئن من الغياب الأمني، هذا الغياب الذي تحدث عنه الكتاب المقدس للقاعدة «إدارة التوحش» في مرحلته الأولى «شوكة النكاية والإنهاك». أتمنى ألا يحاول المصريون بكل أطيافهم الهروب للأمام متجاهلين ظهور مصطلح «الذميين»، الذي يبدو وكأنه نواة يراد زرعها في لحظة ضعف أمنية داخل مصر. وإن تم زرعها فهناك الكثير من المتطرفين الذين سيرعون ويسقون هذه الشجرة لتنمو سريعا، فالحزب اليميني المتطرف بأمريكا الكنائس المتشددة إيران القاعدة جاهزون لدعم المحرقة ماديا ومعنويا، لتأكل مصر كما أكلت المحرقة القديمة السودان وقسمتها. وألا يأتي البعض ليقلل من خطورة ما يطرح الآن «بشيفونية» متعالية، وأن مصر لا تشبه السودان، فالدول تتشابه حين تزرع فيها نفس الأشجار، وستشتعل النار لسنوات طويلة، ثم يطرح الخيار الوحيد الذي وصلت له السودان «التقسيم أو حرب لا نهائية» كعادة الحروب الدينية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة