• أمامي قائمة طويلة تضم أسماء إعلامية تعرضت للاعتداء ولكل اعتداء حيثياته وتفاصيله الصغيرة والكبيرة معا. • ولست هنا بصدد استعراض الأسماء لكي لا أفتح جرحا غائرا في جسد إعلامنا الرياضي بقدر ما أعيد فتح ملف أعاد فتحه حادث الاعتداء الذي تعرض له الزميل محمد البكيري. • هنا لا يمكن أن أنحاز إلى الضارب بقدر ما أسأل عن ذنب المضروب ولا يمكن أن أنحاز للمخطئ على حساب المصيب، ولكن من عمق الحالتين قد يظهر استنتاج فيه نعرف أكثر لماذا الإعلامي هو الأكثر تعرضا للضرب غيلة. • وهي لماذا التي بدأت بها بعض المواقع في التساؤل عن سر ذلك. • والأسئلة حق مشروع طالما الإجابات معلقة على افتراضات. • فمن يا ترى سيفترض حسن النية في زائر يقتحم سريتك دونما سابق إنذار إما في سيارتك أو مكتبك. • يسأل طبيب نفساني أخذ رأيه في قضية الاعتداء على الصحافيين ولماذا الصحافي لا يكون مخطئا كما قال وراح بتخصصه يفند مسألة الاستفزاز مستدلا بكتابات متعصبة لكنه لم يكن مقنعا لي عندما قال من حق القارئ أو المشاهد أو المستمع أن يحاسب صاحب الرأي. • كيف يحاسبه .. لا أدري .. وكيف أفسر هذا القول فعلا لا أدري. • ولا أعني بهذا هو تبرئة الإعلامي ولا يمكن أن أبرئه طالما هناك ردة فعل لكل فعل إلا أنني أنزه الإعلامي من استهداف أيا كان بالضرب غيلة أو التآمر على قارئ بعينه. • وحتى أكون موضوعيا أو على الأقل بين الرفض والقبول ينبغي علينا كإعلاميين أن نراعي الأمانة فيما نكتبه ونراعي أيضا اختيار عباراتنا سواء في الثناء أو النقد. • ثمة من يتلذذ من الغوغاء بالاعتداء على الإعلامي ويعتبره نصرا له ولمن يشاركونه هذه الرغبة التي قد يكون لها اسما ولكن بلا عنوان. • أعود إلى لب الموضوع وأسأل مع زميلي محمد البكيري أو بالأحرى من خلاله هل مثل هذه الأساليب ستوقف الكلمة أو تعطل لسان قائلها. • قطعا لا .. فالضربة التي لا تميتني تزيدني قوة هكذا قال واحد أماته رسم كاريكاتوري والدلالة هنا لاستحضار حالة إعلامية وليس للمقارنة. • فلماذا لا نحاول كإعلاميين البحث عن احتواء المتعصبين بالكلمة الرزينة البعيدة عن استفزازهم في حبهم أو عشقهم، ولماذا لا نفتح مع هؤلاء حوارا للاستماع إلى وجهات نظرهم فلربما لديهم ما يستحق التبني أو السماع له. • وعندما أستجلب أو أستحضر ذلك فالهدف أن ننظر إلى الجانب الآخر من المعادلة وليس التحدث من جانب واحد وبنبرة الغاضبين ولهجة المتضررين فنحن وهم منتمون لوسط واحد أي أننا مكملون لبعض حتى وإن غلطوا. • كلنا كإعلام رياضي وغير رياضي معرضون للتجاوز والأخطاء بمعنى أنني وأنتم أحيانا نوجه الكلمة أيا كانت دونما البحث عن وقاية من ردة فعلها. • أما أولئك الذين ينفذون أعمالهم بضرب هذا أو كسر زجاج سيارة ذاك وملء هواتفنا المحمولة بأقذر وأبشع العبارات فهم محقون في عملهم طالما نعرف أنهم أدوات يتم استخدامها حسب الحالة والظرف. • أنصح أصحابي المهنيين أن يذهبوا إلى أقرب مركز للتدريب لتعلم فنون الدفاع عن النفس. • ففي ظل تنامي ظاهرة ضرب الإعلاميين الرياضيين فلا بد من تعلم فنون القتال. • أخيرا بودي أن أخذ من هذه الوسائل مدخلا لتفسير ما لا يفسر لعلي أصل إلى حل لهم ولنا. • أما أن نترك الحالة معلقة هكذا على حبال الانتظار تارة والاحتجاج تارة أخرى فلن نصل إلى فهم الظاهرة ولم أقل معالجتها. • أيضا مطلوب من الزملاء مراعاة ظروف الطرح واتجاهه مع الأخذ في الاعتبار أن رفع سقف حالة النقد لا تعني ذبح الناس وتشويههم تحت مسمى الشفافية. • فالشفافية في الحقيقة أن نكون شفافين مع أنفسنا أولا والآخرين ثانيا. • جت سليمة يا محمد ولا ندري الدور على من؟؟ • اللهم حوالينا ولا علينا. ما قبل الآخير • خسر الأهلي على مستوى الشباب من الاتحاد بسداسية مؤلمة فالتقاهم بعد الهزيمة وفي الملعب الأمير فيصل بن خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز مطالبهم بعدم الخنوع لنتيجة فرح بها المنتصر لأنه هزم البطل. • إنه الفكر الجديد الذي يعرف أن خسارة اليوم ربما تعوض غدا لكنني ما أعجبني من ذات الأمير فيصل بن خالد بن عبدالله هو أنني عندما ودعته بعد هدف الاتحاد الرابع قال لي الآن هذا الفريق بحاجتنا أكثر من حاجته لنا بعد الفوز. • فغادرت الملعب وكلماته لم تزل معي أطرحها مرة على ذاتي وأخرى على زملائي إعجابا بها وبفكر قائلها.