الملاحظ أننا لا نجد حلولا حقيقية لمعظم مشاكلنا الأساسية ونبقى ندور معها في حلقات مفرغة. قدرتنا على إيجاد الحلول شبه معدومة رغم وجود فرص لهذه الحلول من الناحية الموضوعية. لو استعرضت أبرز المشاكل الأساسية القائمة كالبيوقراطية، الفساد، البطالة، الخدمات، الصحة العامة، القضاء، مخرجات التعليم، والتنويع الاقتصادي، لوجدت بأنه لا يتحقق تحت هذه العناوين أي تقدم حقيقي رغم ما يثار من مشاريع (ورقية) للتطوير لا تستند إلى استراتيجيات أو آليات دقيقة، حتى إن البعض منها يحقق تراجعات في مؤشراته الحقيقية. السبب في اعتقادي يكمن في كوننا نتناول هذه القضايا من «السطح» خوفا من الغوص في مكوناتها الحقيقية. ثمة خلل فكري واجتماعي أدى إلى نشوء ظاهرة عزل «الظواهر» عن مكوناتها، وتجريدها من أسبابها الحقيقية. نريد أن نعالج السياحة بعيدا عن الأيدولوجيا والإرهاب بعيدا عن الفكر والاقتصاد بعيدا عن السياسة وهكذا. من هنا فإن معظم استنتاجاتنا تفضي بنا إلى زاوية ضيقة لا تستوعب الفضاء الكبير الذي تسبح فيه هذه المشكلات. ظاهرة «التبسيطية» أفضت بنا إلى ظاهرة أكثر خطورة تسمى «الهروبية». وسواء كان الفكر قبل الواقع كما تشير المدرسة المثالية، أو الواقع قبل الفكر كما تقول المدرسة الواقعية، إلا أننا للأسف لا نرتكن إلى رؤية شمولية في حلولنا وطروحاتنا العامة والتي تحمل «وصفات» جزئية لن تصل بنا إلى شاطئ الأمان. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة