على مدى عقدين من الزمن كان يندر أن تجد صحيفة أو مجلة لا تحمل معلقة هجاء في «السعودية»، وطوال تلك الفترة كان يندر إن لم يكن يستحيل أن تكون حاضرا في مجلس لا يأتي فيه الحديث عن «السعودية» بشكل أو بآخر، واستعراض آخر المواقف الدرامية التي تعرض لها بعض الحاضرين، ولا أعتقد أن مواطنا لا يختزن في ذاكرته جملة من المواقف والذكريات الأليمة مع هذا الناقل، حتى أولئك الذين لا شأن لهم ب «السعودية» ولا يستخدمون الطيران في تنقلاتهم. لكن، في الوقت نفسه، كان يندر إن لم يكن يستحيل أيضا أن تجد مقالة واحدة تفكك الأسباب التي أفضت بهذا الناقل إلى هذا الواقع المريع. كانت المقالات وصفية، والمشهد أكبر من أن يوصف، وبالتالي فلم يكن لكل هذه الأحبار التي تراق والحكايات التي تنسج أي تأثير على أرض الواقع، وإن كان الذين يكتبون في هذا الشأن يعتقدون واهمين خلاف ذلك. الدليل أن الأمور تزداد سوءا وتفاقما مع الزمن رغم وجود الحلول وسوف تكون كذلك، وهو ما يعطي مؤشرا مهما عن تأثير الصحافة ووزن الرأي العام!! طوال تلك الفترة لم تكن المشاكل سوقية أو مالية، بل كانت هيكلية تنظيمية بالدرجة الأولى. نعم، كانت المشكلة مالية في شكلها المباشر، لكن ببعد هيكلي تنظيمي صرف، وبالتالي ينبغي أن نعي هذه الحقيقة جيدا ونعيد المشكلة إلى أصلها، وأن نتعامل مع القائمين على هذا القطاع بإنصاف إذا ما تعرفنا على المحركات الأساسية للمشكلة، وهو ما سوف أسعى لاحقا لإبراز بعض ملامحه الأساسية.. على أقل تقدير. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة