بعد محاولات عدة وصلت إلى التهديد بالضرب، وبعدما يئس حراس الأمن في قسم طوارئ المستشفى الجامعي، من الحصول على كاميرا مصور «عكاظ»، فتحوا البوابات أمامه وخرج سليما معافى حاملا كاميرته الممتلئة بصور تعبر عن سوء الخدمة المقدمة في هذا القسم. كثيرة هي الصور وتكفي إحداها لشرح الحال حين تظهر الجموع نساء ورجالا في المصلى المفتوح خارج القسم، وعلى غير المعتاد ينتظرون الكشف عليهم ومباشرة حالاتهم المرضية في قسم الطوارئ، والمعروف عنه مباشرة الحالات المرضية فورا في أي مستشفى كان. قسم الطوارئ الشاذ في نظامه وبحسب مديره الدكتور حسام سنباده، اعتمد نظاما لمباشرة الحالات الطارئة خلال عشر دقائق لبعض الحالات، وبعضها خلال ساعتين، ومنها من ينتظر أكثر من ذلك.وأكد أن الأعداد الكبيرة من المراجعين تحتاج إلى خدمة من وزارة الصحة، مشيرا إلى أن 25 سريرا في القسم اضطرتهم إلى وضع نظام لتقسيم الحالات بحسب خطورتها وبالتالي أولوياتها في الكشف. بعد أن استعادت وعيها في قسم الطوارئ، انتظرت الطالبة فاتنة حسن عجاج أربع ساعات بحسب قولها حتى نجحت في لفت انتباه إحدى الممرضات، التي اكتفت بقياس ضغط الدم والسكر إلى حين الكشف عليها من قبل الطبيب المختص، دون تحديد موعد لذلك، ما دعا والدها لأخذها إلى مستشفى خاص لعدم وضوح آلية العمل ومباشرة الحالات في قسم طوارئ المستشفى الجامعي. الطالبة فاتنة عجاج أكدت أن هناك من النساء منهن بحاجة لمباشرة حالاتهن أكثر منها، وخرجت من القسم وهن لا يزلن ينتظرن دورهن في الكشف، في حين يقاومن آلامهن ويتحاملن على الضيم لعدم قدرة معظمهن على أجور المستشفيات الخاصة. واستغربت وجود طوابير الانتظار في قسم للطوارئ، هو مخصص لمباشرة الحالات المرضية الحرجة فور وصولها، وطالبت بإعادة النظر في إدارة القسم، ومعالجة الخلل الذي تسبب في استحداث طوابير انتظار في قسم للطوارئ. رفض قسم الطوارئ في المستشفى الجامعي استقبال طالبة جامعية تعاني من وعكة صحية أفقدتها وعيها، وتركت ضمن طوابير الانتظار تعاني من الآلام تحت رحمة أن يأتي دورها وتنال نصيبها من عناية واهتمام الأطباء إلا أن انتظارها طال وتجاوز أربع ساعات. ونحن نراقب وضع الطالبة كانت هناك مسنة وحالتها الصحية حرجة تتألم على عربة النقل وبجوارها ابنتها التي تبحث عن ما يهدئ آلام والدتها، لتنضم هي الأخرى إلى ركب المنتظرين أمام قسم الطوارئ. تقول الطالبة فاتنة عجاج إنها جاءت إلى المستشفى برفقة والدها وكانت تعاني من دوران شديد في الرأس مع عدم توازن أوقعها على الأرض في منزل والدها الذي نقلها على الفور إلى المستشفى الجامعي. وأضافت على الفور نقلت إلى قسم الطوارئ عند الساعة التاسعة والنصف من صباح أمس ومكثت أربع ساعات أنتظر من يباشر حالتي ويخفف آلامي إلى أن تفضلت ممرضة بقياس الضغط والسكر فقط، اعتقدت بأن هذا مؤشر لمباشرة الكشف ومن ثم العلاج إلا أنني انتظرت أربع ساعات أخرى، فلم أحتمل من شدة الألم وخوفي على صحتي نتيجة هذا التأخير إلى أن استفرغت أمامي امرأة من بين أخريات فأشفقت على حالها وحالي فأخبرتني بأن مباشرة أية حالة في وقت مبكر ليس من سياسة طوارئ المستشفى الجامعي والطبيعي الانتظار لساعات طويلة حتى يتمكن من الكشف. حسن حسين عجاج والد فاتنة قرر نقل ابنته إلى مستشفى آخر، وقال ل «عكاظ» «من الصعب أن أنتظر وابنتي تصارع الألم فليس لدي استعداد لأن أبقى أربع ساعات أخرى».