منذ أسابيع لم يتسن له أن يزور أخاه أو يهاتفه، وفي ليلة تلألأت أواصر الأخوة في قلبه وألحت عليه ذكريات المحبة أن يطمئن على صديقه، فأجرى الاتصال فطرق سمعه وهو ينتظر إجابة صاحبه للمهاتفة همسات مشرقة موشحة بالجمال والحنو، إنها كلمات خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أيده الله لقد اختارها صديقه كهدية يتحف بها من ينتظرون أجابته هواتفهم. تملكه شعور وهو يسمع كلمات خادم الحرمين أنها أرق من نسمات الفجر وأحس أنها أدفأ من شعاع الشمس في زمهرير الشتاء. قالها المليك المفدى بوفاء لشعب أحبه (أنا بخير ما دمتم بخير) كانت كلمات المليك حفظه الله روح تسري في كل السعوديين ومحبيهم فودعها الناس قلوبهم قال لصاحبه بعد السؤال عن أحواله كم سرني هذا الاختيار الموفق فما الذي بالله عليك جعلك تصطفي هذه الجملة التي يدل اختيارك لها على وفائك لإمامك قال الخليل الوفي لصديقه إن الكلمات إذا صدرت عن صدق نقشتها النفوس في جوانحها وغرست بها رياض الحب والتفاؤل، ولقد كانت هذه الجملة الملكية صدع بالحب الصادق من لدن خادم الحرمين لشعب أسكنه القلوب، ولما علمت تفاءل الناس بهذه الجملة وحبهم لسماعها، أحببت إتحاف كل متصل بسماعها إنها جملة صدعت بمشاعر الود التي تختلج في القلوب وتنثر عبق ضياء صدق خادم الحرمين في حبه لرعيته. أحبتي القراء ذكرني هذا التحابب بين الشعب والمليك بقوله عليه الصلاة والسلام (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم) رواه مسلم وغيره. إن رابط التحابب بين أئمتنا من آل سعود وبين الشعب قديم ذكره وعتيق وشهد به التاريخ ونشأت عليه الأجيال جيلا بعد جيل، ومن ركائز بقائه ودوامه أن الصلة بين الإمام وبين الشعب مبنية على الحب في الله والتناصر في الحق وليس على مصالح الدنيا، فهذا الرابط الشرعي هو روح البيعة الشرعية التي في عنق كل مواطن. إن كل مواطن يتذكر حديثه «صلى الله عليه وسلم» الذي أنذر وحذر فيه من بايع إمامه من أجل الدنيا وأوجب «صلى الله عليه وسلم» أن تكون البيعة دينا يتعبد المسلم بها لله سبحانه. ففي الصحيحين واللفظ لمسلم أنه عليه الصلاة والسلام قال (ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفى وإن لم يعطه منها لم يف) ثم إن من ركائز التواصل بين الراعي والرعية في بلادنا شعور كل ملك من ملوك هذه الدولة الموفقة أنه مناط به تحقيق آمال من جعلوه محل ثقتهم وشعور الناس بأن الإمام ونوابه وأمراءه هم إخوانهم فهم جسد واحد فهنيئا لك خادم الحرمين بشعبك الذي أسكنك القلوب، وقرن الله غدوك ورواحك بدوام الصحة والعافية، ومتع الأمة العربية والإسلامية بك معطاء موفقا مسددا. * المشرف العام على الدعوة والإرشاد في المدينةالمنورة. [email protected]