ظهر مؤخرا زميلنا العكاظي «خالد السليمان» على شاشة قناة الإخبارية وهو بالمناسبة محجم عن سبق إصرار و«تعمد» عن الظهور التلفزيوني إلا في نوائب المجتمع ليشخص واقع الانتخابات البلدية، معبرا عن حال شريحة واسعة بلغ النضج فيها مبلغه ولم تعد لديها قابلية لأن تتعلق بخيال مآتة يطلق عليه مجازا: انتخابات، ولذلك حالة الانفعال والإحباط التي عبر عنها الزميل خالد السليمان وهو ينحدر في حديثه من صبب الحسرة والصدمة هي لسان حال ومقال غالبية المهتمين والطامحين، بل تجاوز المجتمع مرحلة الحديث إلى التطبيق عندما سجلت مراكز تسجيل الناخبين حضورا لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، شح في الإقبال وإعراض عن التسجيل والأمر يمكن تلخيصه باختصار: طموح الناخبين تتجاوز تقليدية الانتخابات. في مجتمع كمجتمعنا يصح لنا التأسي بعبارة شيخ الثورة التونسية الشهيرة «لقد هرمنا في انتظار هذه اللحظة التاريخية» عندما تأتيك الفرصة بعد طول غياب لأن تصنع تغييرا بصوتك، وتكون لبطاقتك الانتخابية قيمة تنافسية، وكنت أراهن على حالة الوعي الانتخابي الذي ستنتجه الدورة الأولى التي طال عمرها للأسف فتوقفت حالة النمو، ولازلت أذكر في تلك الفترة سفري إلى الكويت والأردن أثناء فترة انتخابات مجلس الأمة ومجلس النواب محاولة لفهم العملية وأدواتها والثقافة الانتخابية بشكل عام، لأتفاجأ لاحقا بالبون الشاسع في حملات مرشحي انتخاباتنا القائمة على استضافة لدعاة ومشايخ وأطباء كجزء من برنامجهم الانتخابي، وتفتش حينها عن أولويات المرشح ومبادراته أو حديثه المباشر مع الناخبين فلا تجد إلا لغة «المفاطيح» المشتركة!. مع العبارة الرنانة التي تنتشر في شوارعنا هذه الأيام «شارك في صنع القرار»؛ السؤال الذي يدور في خلد كل مواطن وهو يتأملها: ماذا قدمت لنا المجالس البلدية خلال فترة دورتها الطويلة؟، هل غيرت أم تغيرت بفضل عوامل التعرية مع تقادم الزمن على أعضائها... وبالتالي ما قيمة أصواتنا إن ذهبت لمن قطع بنا البحر وزرع أحلام النهضة الخدمية لمدننا لنصحو على الدورة التي تليها والله أعلم متى ستكون على قاع صفصفا وسراب بقيعة!. أما وإن كان الأمر كذلك، وتأسيا بقول أهل المنطق: من المقدمات تعرف النتائج؛ فإني سأوفر على نفسي عناء المشاركة، احتراما لصوتي مع بالغ الحسرة على واقعنا الخدمي الذي لم يفسح لأصواتنا مجالا لاختيار «إن قال فعل»، وإلى حين مشاركة نصف المجتمع المعطل انتخابيا أقول: كل دورة انتخابية وأنتم بخير! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة