يستعد حي جعرانة شرقي مكةالمكرمة للدخول في دائرة التنمية بعد أن ظل بعيدا عن اهتماماتها طوال العقود الماضية، وبالأخص مع تنفيذ مشروع طريق مكةالمكرمةالقصيم الذي سيحول الطريق الذي يقع على قارعته الحي إلى حيوي وهام. وبعد أن أخفق حي جعرانة في دخول بوابة التنمية في وقت سابق عندما احتضنت أرضها أبرز المواقع التاريخية والأثرية، وهو مسجد جعرانة الذي يتوافد إليه بشكل يومي ما يقارب 300 زائر من جميع دول العالم. في حين لا تزال الخدمات والمرافق العامة في أدنى مستوياتها مع انتشار فاحش للعشوائيات والتعديات، إضافة إلى وجود ظواهر بيئية خطيرة تضع خطوطا حمراء تحت تساؤلات كثيرة عن سر غياب الجهات المسؤولة الأمنية منها والخدمية. وتحدث معتز مجرشي من سكان جعرانة عن واحدة من هذه الظواهر الخطيرة التي تهدد حياة السكان، وهي الصرف الصحي الذي يشق طريقه على سطح الأرض وعلى امتداد أحياء جعرانة مرورا من أمام المركز الصحي فيها ودون انتهاء. وقال المجرشي «ضاع حقنا كسكان في هذه المنطقة أن نعيش بعيدا عن مياه الصرف الصحي وتبعاتها بسبب تقاذف مصلحة الصرف الصحي والأمانة المسؤولية عن شفط الصرف أو معاقبة من يتسبب في ظهورها فضلا عن تبعات هذه الظاهرة من تلوث بيئي وعوارض صحية تلحق بنا وبأبنائنا وانتشار للبعوض الناقل لحمى الضنك ولفيروسات أخرى كان ضحيتها أكثر من شخص في المنطقة». وتساءل المجرشي عن السبب الذي تبحث عنه الجهات ذات العلاقة لتقتنع وتزيل عنهم الخطر المحيط بهم لعدم تحركها رغم تسجيل كل هذه الملاحظات . فيما يقول أيمن الزهراني صاحب استراحة في حي جعرانة إن المنطقة لم يكفها غياب الخدمات عنها بل أصبحت الملجأ الوحيد لنشوء المقاهي بعد قرار إخراج جميع المقاهي من داخل حدود الحرم كونها الأقرب من جهة الشرق للحد. وأضاف «كلنا يعلم مدى الآثار السلبية التي تنتج عن المقاهي والأضرار بالسكان ومرتادي المنطقة». وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبد المحسن الميمان أن الجهات الأمنية تضطلع بالدور المنوط بها تجاه حفظ الأمن ومنع التجاوزات أيا كان نوعها، مضيفا «وتقوم المراكز والأقسام للشرطة المنتشرة بحسب توزيع مخطط له، ومدروس بدورها في حفظ الأمن على مدار اليوم والتركيز على الأوقات خارج الذروة بتكثيف الدوريات، إضافة إلى تسجيل الحضور السريع في الأحداث متى تطلب ذلك». وعلى مدار أسبوعين من الآن لم تفلح مساعي أمانة العاصمة المقدسة في منع نشر مشاكل هذه المنطقة بعد أن لجأت إلى أسلوب المماطلة في الرد على جميع الاستفسارات والتساؤلات السابقة التي أطلقتها الصحيفة نقلا عن أصحاب القضايا في منطقة جعرانة بالتنسيق مع إدارة الإعلام والنشر في الأمانة، حيث أفاده بأنها لم تتحصل على رد لهذه الاستفسارات من جميع المسؤولين لديهم في الأمانة. «عكاظ» ومن منطلق إيمانها الكامل بالرسالة التي تحملها تجاه الوطن والمجتمع تقوم بدورها الإصلاحي من خلال عرض المشكلات بحثا عمن يتصدى لحلها من الجهات ذات العلاقة عند تسجيل أي تراخ أو قصور من قبل المسؤولين عن حلها بشكل مباشر.