كشف عضو السجل الوطني للأورام المشرف على كرسي سرطان القولون في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور محمود شاهين الأحول، عن تشكيل لجنة عليا تتكون من جميع القطاعات الصحية في وزارة التعليم العالي، وزارة الصحة، الحرس الوطني والمستشفيات العسكرية، لوضع خطة استراتيجية للتصدي لمرض السرطان وعلاجه ودعم المرضى المصابين به. مبينا أن أهم محاور هذه الخطة تتمثل في: ربط السجل المدني للمصابين بملف المريض في السجلات الطبية حيثما وجد، والتركيز على التوعية من المرض والعوامل المسببة للمرض من أطعمة، بيئة، عوامل وراثية، وتغطية جميع مناطق المملكة بالخدمات الصحية لتشخيص وعلاج مرض السرطان مع توفير الأدوية مجانا لجميع المرضى، وإيجاد مراكز متخصصة لعلاج هذا المرض، الكشف المبكر وبالذات على الأورام الأكثر شيوعا وتوفير الرعاية التلطيفية في جميع المستشفيات الكبرى والمدن الطبية التي تتعامل مع مرضى السرطان، موضحا أن ظهور حالات السرطان عند كثير من المرضى في سن متأخرة يصعب علاجها هو نتيجة عدم الفحص المبكر وعدم قدرة المراكز الصحية الأولية الكشف على أمراض السرطانية لعدم تهيئتها للكشف عن هذه الأمراض، مشيرا أن عدد مرضى السرطان المسجلين سنويا 10آلاف مريض، وأن معدل الإصابة بالمرض يتراوح بين 2530 حالة لكل 100 ألف نسمة، وأن 3040 في المائة من الحالات التي تكتشف يتم شفاؤها من المرض. الدكتور شاهين، حذر أيضا من ازدياد عدد مرضى السرطان في السنوات المقبلة، وأرجع ذلك إلى التطور الطبي، ووجود مراكز طبية حديثة والوعي بأهمية إجراء الفحوصات الطبية مبكرا، موضحا أن سرطان القولون والمستقيم الذي كان قبل خمس سنوات في المرتبة الثالثة هو في ازدياد وهو أكثر الأمراض شيوعا في الرجال وأن نسبة كبيرة من الإصابة به نتيجة عوامل وراثية وجينية وبعض الأطعمة وبالذات كثر تناول اللحوم، وإهمال تناول الخضروات والفاكهة، والزواج من الأقارب، فيما يشكل سرطان الثدي 20 في المائة من أمراض السرطان الأكثر شيوعا عند النساء، من أسبابه عدم زواج الفتاة وعدم إنجابها. وفي نفس السياق أضاف الدكتور شاهين، أن مرض السرطان يصيب كبار السن ولهذا السبب يظهر أكثر في المجتمعات الغربية دون المجتمعات العربية وبالذات دول مجلس التعاون الخليجي الذي يصل متوسط أعماره إلى الفئة الشبابية، وتعتبر المملكة الأقل تسجيلا في الإصابة بهذا المرض الذي يظهر أكثر عربيا في مصر والأردن. لافتا أن المنطقة الشرقية هي الأكثر تسجيلا للإصابة بالمرض، ثم المنطقة الوسطى، فالمنطقة الغربية، موضحا أن المنطقتين الشمالية والجنوبية ينقصها معروفة لعدم وجود مراكز متخصصة للتشخيص والعلاج، مبينا أن السجل الوطني الذي بدأ عمله في 1994م يسعى حاليا لتحديث بيانات وسجلات مرضى السرطان وأنه في العامين المقبلين ستظهر الأرقام الحديثة للمرضى بعد أن انتهوا حتى الآن من إحصاءات عام 2006م.