لم تمنع زخات المطر والهواء القوي أن تشهد قرية الجنادرية في اليومين المخصصين للعائلات حضور ما يقرب من مليون زائرة وزائر، فقد توافد الآلاف بعائلاتهم من داخل وخارج مدينة الرياض، ومن الدول الخليجية، وتركز توافدهم على أجنحة مناطق المملكة خاصة الجنوبية والشرقية نظرا لحرص الجهات المشرفة عليها على تقديم عروض لرقصاتهم الشعبية. «عكاظ» كانت حاضرة في ردهات المهرجان والتقت العميد عبدالله العنبري مسؤول الفرق الشعبية في الجنادرية، حيث أوضح أنه منذ أكثر من 20 عاما وهو يتعامل مع الفرق ويجد متعة كبيرة في ذلك، وبين أنه يقوم بتنسيق محل إقامتهم والتواصل مع مسؤولي الفرق للتنسيق بينهم وبين وسائل الإعلام، وكذلك لتنظيم مسيرتهم والتي تبدأ من الرابعة عصرا. وأضاف العنبري: الجميل في أثناء تقديم الرقصات الشعبية أن الجمهور يحرص على المشاركة خاصة فرق حائل وجازان وجدة، مما يشكل متعة للجميع. شعور بالسعادة وقالت حياة صالح (من جازان) والتي حضرت العرضة الجازانية، إنها تحرص كل عام على زيارة الجنادرية، خاصة أن جناح جازان يذكرها بمدينتها موضحة أن منطقة جازان شهدت تطورا كبيرا نظرا لعناية الأمير محمد بن ناصر بها، وتضيف أشعر بالسعادة حينما أرى الإقبال الشديد من الزوار على جناح جازان. من جانبها قالت نورة البيز «منذ أن كنت طفلة وأنا أزور الجنادرية وأعجبني جناح مكةالمكرمة الذي افتتح حديثا، وبصراحة استمتعت بما شاهدت». وذكر شقيقها مشعل البيز أنه حرص لسنوات على الزيارة ولم ينقطع إلا مدة أربع سنوات نظرا لدراسته في الخارج، وبين أن الجنادرية تشهد تطورا كبيرا وهذا ما أقوم بنقله إلى غير السعوديين عند سفرنا لتشجيعهم على زيارة الجنادرية. عاشقة التراث أم خالد سيدة كبيرة في السن لم يمنعها الكرسي المتحرك من زيارة القرية، وقالت عن ذلك «أنا من المهتمات بالآثار والتراثيات، حيث أقوم بخياطة الملابس القديمة لبناتي وأبناء بناتي وكذلك الأقارب، وأتمنى من زيارتي ومشاهدة الركن الذي خصصته للتراثيات في منزلي». بصمة وفاء وفي نفس السياق، قالت سهير الحمصاني (من لبنان): إنها حضرت خصيصا من لبنان للجنادرية لكثرة ما سمعت عنها وأبدت إعجابها بما شاهدته، مؤكدة أنها سوف تشتري العديد من المقتنيات من عدة أركان كذكرى وأيضا لتجعل الآخرين يأتون لزيارة الجنادرية. فرح محمد (من لبنان) قالت: إنها ثاني مرة تحضر إلى الجنادرية وأعجبت بفكرتها لأنها مثال قوي على الحفاظ على تراث بلدها. بندر الرويلي وخالد القويفلي أكدا أنهما يحرصان على زيارة الجنادرية سواء في مجال عملهما كمنسوبي التلفزيون السعودي أو زائرين لمتابعة الفعاليات، وأبديا إعجابهما بجناح اليابان والتطور الحضاري والثقافي. وذكر بندر أنه حرص على زيارة ركن بصمة وفاء وسجل فيه توقيعا وبصمة وفاء لخادم الحرمين الشريفين كما فعل الكثير من أبناء البلد، وأضاف القويفلي أنا بدوري حرصت على متابعة المسيرة للفرق الشعبية لمناطق المملكة وحقيقة كانت ممتعة جدا. من داخل القرية بلغ عدد زوار الجنادرية في يوم العائلات الأول قرابة نصف مليون زائرة وزائر، حيث شهدت البوابة الغربية تزاحما شديدا من قبل الزوار بالرغم من وجود بوابتين أخريين تم تخصيصهما للدخول مما اضطر القائمين على حفظ النظام من الحرس الوطني بمنع دخول السيارات لمنع الازدحام، مما جعل الدخول إلى الجنادرية سهلا، إلى جانب تعامل منسوبي الحرس بكل احترام مع الزوار. زخات المطر التي شهدتها القرية أوجدت رواجا واسعا لبيع المظلات على الزوار من أحد المطاعم المشهورة بقيمة خمسة ريالات. أبدى بعض الزوار تساؤلهم من قلة عدد دورات المياه مقارنة بالحضور الكثيف لها، مما سبب ازدحاما أمام الدورات ووقوفهم طوابير أمامها خاصة النساء، فالبرغم من أن الأجنحة المشاركة يوجد في أغلبها دورات مياه لكنها مخصصة للرجال فقط مما سبب تذمرا لعدد من السيدات. وشهد جناح اليابان حضورا كثيفا جدا من الزوار وحازت العروض اليابانية على الإعجاب. الطفلة رغد محمد العمري والتي تعتبر أصغر فنانة تشكيلية مشاركة في معرض الفنون التشكيلية لفت أنظار الزوار برسوماتها بالرغم من صغر سنها.