حذر مساعد مدير الشؤون الصحية للرعاية الصحية الأولية في جدة الدكتور سامي عيد، من أن الضنك استوطن جدة ومن الصعب استئصالة كليا، بيد أنه أشار إلى انخفاض نسبة الإصابة بالمرض في المحافظة إلى 50 في المائة مقارنة بالعام الماضي، وأكد أن الأمانة، ووزارتي الصحة، والزراعة تعمل وفق منظومة واحدة للقضاء عليه. وكشف ل«عكاظ» عن بدء تنفيذ استراتيجية جديدة تتمثل في تطوير أداء العمل في مراكز الرعاية الصحية الأولية، تحسين البنية التحتية، رفع درجة الترصد والمراقبة الوبائية، وخفض معدلات الأمراض المستوطنة، موضحا أن الرعاية الصحية الأولية تنفذ خطة متكاملة معتمدة من قبل وزارة الصحة لاستحداث مراكز صحية، ترتكز في عملها على معايير علمية محددة، وأنه سيتم افتتاح ستة مراكز في غضون الأسابيع القليلة المقبلة في جدة. لتطوير الخدمات الصحية وقال مساعد مدير الشؤون الصحية للرعاية الصحية الأولية «تكليفي بمهمات الرعاية الصحية الأولية والطب الوقائي حملني مسؤولية كبيرة أتمنى أداءها على الوجه السليم من أجل تقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين»، مضيفا «هذا العبء إكمال لمسيرة من سبقوني في هذا العمل، الذين تحملوا في سبيل الارتقاء بالخدمات الصحية الكثير نحو الأفضل، واضعا في اعتباري بعض الأولويات التي أعتقد أنها من الأهمية أن تدرج ضمن الخطط التطويرية لخدمات الرعاية الأولية، منها كسب رضا المستفيدين من خدمات الرعاية الصحية، رفع المستوى الفني للعاملين في مراكز الرعاية الأولية، تسخير الإمكانات الصحية التي وضعتها وزارة الصحة لإيصال الخدمة الصحية للمواطنين بيسر وكفاءة عالية، التركيز على تطوير برامج الجودة في جميع أقسام الرعاية، ودعم وتطوير البرامج الصحية الوقائية العلاجية». واعتبر أن استراتيجية تطوير خدمات الرعاية الصحية الأولية مبنية على شقين؛ الأول التوسع في تقديم الخدمات الصحية بدرجة عالية من الكفاءة، وتطوير أداء العمل داخل مراكز الرعاية الأولية من خلال تحسين البنية وإجراءات العمل، مما ينعكس على رفع جودة الأداء ومردود الخدمة. والشق الثاني يختص بتطوير البرامج الصحية الوقائية وتعزيز الصحة من خلال تكثيف برامج التوعية الصحية الهادفة، مع الاهتمام بتحسين الوضع البيئي عبر أنشطة وبرامج صحية بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى، ورفع درجة الترصد والمراقبة الوبائية ما يساهم في درء الأوبئة وخفض معدلات الأمراض المستوطنة، بما ينعكس إيجابا على صحة المواطن والمقيم. وأشار عيد إلى أن التوسع في خدمات الرعاية الصحية الأولية من أهم الاستراتيجيات التطويرية لوزارة الصحة، ومنها وضع خطة متكاملة من قبل الوزارة في استحداث مراكز للرعاية الأولية في جميع مناطق المملكة، مبنية على معايير علمية محددة، يتم إنجازها خلال جدول زمني محدد على عدة مراحل، تم الانتهاء بالكامل من المرحلة الأولى وجار العمل في المراحل الأخرى. وأفاد الدكتور سامي أنه تم استحداث أربعة مراكز صحية العام الماضي في جدة، وسيتم خلال الأسابيع المقبلة افتتاح ستة مراكز؛ اثنان داخل مدينة جدة هما: مركز صحي الحرازات، ومركز صحي حي خالد النموذجي، ومركزان في محافظة رابغ، ومثلهما في محافظة أضم، فيما يجري العمل لإيجاد مبان ل21 مركزا صحيا مستحدثا داخل المدينة، وإحلال مبان حكومية جديدة ل11 مركزا مستأجرا هذا العام، وتوفير كوادر طبية للعمل في هذه المراكز. مكافحة حمى الضنك وأوضح أن برنامج مكافحة حمى الضنك يعد أحد البرامج الوقائية التي تقوم وزارة الصحة فيها بمهمات علاج المصابين والتوعية الصحية للأهالي، والاستقصاء الوبائي للحالات، لافتا إلى تعاون مشترك في أعمال المكافحة مع أمانة جدة وفرع وزارة الزراعة في المحافظة، ما أثمر عن خفض معدلات الإصابة هذا العام مقارنة بالعام السابق، بنسبة تقدر ب50 في المائة رغم السيول التي تعرضت لها جدة، محذرا من أن الضنك استوطن جدة ومن الصعوبة استئصاله كليا، بسبب العوامل البيئية للمدينة، متمنيا السيطرة عليه من خلال تضافر جهود الجهات الحكومية، وتعاون المواطنين والمقيمين. وقال إن توالد البعوض الناقل للمرض يزداد خلال الفترة من شهر مارس إلى شهر يونيو، ما يسهم في رفع معدلات الإصابة بالمرض، إضافة إلى ازدياد المستنقعات والتجمعات المائية. لا نقص في الأدوية ونفى عيد نقص الأدوية في مراكز الرعاية الصحية، مبينا أنه توجد قائمة محددة من الأدوية موحدة من الوزارة لجميع مراكز الرعاية الصحية الأولية تم اختيارها بعناية من قبل لجان علمية، ضمت متخصصين على كفاءة عالية، وبناء على معايير علمية واضحة، يتم تحديثها بشكل دوري. وأكد أن إدارة الرعاية الأولية على استعداد لتقبل أي شكاوى عن وجود نقص لأي دواء، وستتم محاسبة المقصر متى ما ثبت وجود تقصير من الفني المسؤول. وبين أن دوام المراكز الصحية يختلف حسب موقع المركز، إذ إن أغلب المراكز الصحية في جدة تعمل على فترة واحدة من السابعة والنصف صباحا حتى الخامسة عصرا على مدى الأسبوع، باستثناء ستة مراكز صحية تعمل على فترتين بشكل متواصل، أما المراكز الصحية في القرى والهجر فيتم تقسيم العمل فيها على فترتين.