رزقت البلاد هذا الشهر بزخات من المطر والسيول بفضل من الله ومنه، صحيح أنها جاءت بعد (الوسم) الذي يخرج الكمأة والعشب، لكن الأولين قالوا (لكل مطرة نبات)، وهذه الأمطار ستنبت نباتها بمشيئة الله، ومطالبتنا هذه صالحة للقادم من الخير في وقته. كما أن من الخير الوفير ما شهدناه من اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بمنع التعديات بجميع أشكالها، وحرصه الشديد على التوزيع العادل للأراضي والاستفادة العادلة منها، ونحن هنا لا نجامل أو نتزلف فالجدية في حماية الواجهات البحرية ومنع منحها أو تملكها وإتاحتها لمتعة الجميع كانت ولا زالت ضمن اهتمامات الملك المحب شخصيا، وبمنتهى الحزم، وكذلك الأراضي في المدن والقرى والشعاب ومجاري الأودية. في مواسم العشب والربيع يخرج علينا من يدعي حماية منابت العشب والرياض وكثبان الرمل وخلافه من المواقع الجاذبة لغالبية سكان هذا الوطن من هواة النزهة البرية الذين جبلوا على حب الصحراء والاستمتاع بها وعودوا أبناءهم على هذا العشق، ومن يدعون حماية تلك المواقع غير مخولين بهذا المنع وغالبيتهم ممن لديهم القدرة على توظيف بعض الأفراد وتزويدهم بسيارات دفع رباعي صغيرة تحوم حول الحمى وتطرد كل من يرغب في الاستمتاع بجمال الطبيعة. صحيح أن زمن (كب القدر) قد ولى بحكم تنامي الوعي لدى الممنوع والمانع من أفراد الحماية، ولمن لا يعرف (كب القدر) من حديثي العهد ب(الكشتات) فإنه يتلخص في وقوف سيارة يدعي ركابها أنها رسمية لوجود أي شعار على باب السيارة بالقرب من المتنزهين و يقوم أحد الأفراد بطلب المغادرة فورا بادعاء أن فلانا أو علانا يحميها ثم يركل قدر الطعام الفواح لتأكيد استعجال المغادرة فتفوح مع هذا التصرف الأرعن كبد المواطن المتنزه وأفراد أسرته ويضطر للمغادرة، ولا شك أن في ذلك استفزازا لا يقره أحد وقد لا يكون خوله به أحد، خاصة بتلك الصورة التي زالت واندثرت بحكم وعي الطرفين فالممنوع أصبح يسأل عن التخويل الرسمي والمانع أصبح أقل صلافة. ما بقى من صور ادعاء الحماية هو إحاطة المكان بالموانع الترابية التي لا تحتاج إلا ل(شيول) أو بدوران سيارات شركة حراسات أمنية أو تابعة لمدعي الحماية بحكم كونه مليارديرا وهذا لا يبيح له غير الاستمتاع بحديقة قصره العامر، أما منابت العشب وكثبان الرمل وواجهات البحر فقد حماها أبو متعب من كل أناني ليستمتع بها أبناء شعبه وعليهم واجب الحفاظ عليها بالنظافة وعدم دوس العشب بالسيارات ليصبح كما أراده الملك المحب متعة للجميع، وغالبيتهم على قدر من الوعي والإدراك ومن يخالف يستحق العقوبة والغرامات ولكن ليس المنع. www.alehaidib.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة