ورد في الصحيفة الأسبوعية الروسية «ديلوفوي فتورنك» مقال يتحدث عن نتائج الحرب الباردة التي انتهت قبل حوالى عشرين عاما. وذكرت الصحيفة «أن سباق التسلح أنهك القوتين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي المنتصرين في الحرب العالمية الثانية. أما ألمانيا واليابان فقد استوعبتا دروس الهزيمة، فنبذت كل منهما جميع أشكال العدوان، وتخلت عن طموحات السيادة العالمية. وما أن مرت بضعة عقود حتى تمكنت هاتان الدولتان من تحقيق السيادة العالمية على الصعيد الاقتصادي. فلقد احتل الاقتصاد الألماني موقع الصدارة في أوروبا، ونال الاقتصاد الياباني قصب السبق في آسيا...» وهذا الرأي صحيح؛ لأن طبيعة الحياة هي استنفاد الطاقة البشرية. وهذا الأمر ينطبق على كل أمور حياتنا الجسمانية والنفسية. فما أن يغلق باب لصرف هذه الطاقة حتى يتجه البشر إلى أبواب أخرى متاحة. يجب الاهتمام بالنشاطات الشبابية التي تفرغ هذه الطاقات وتستثمرها في صالح الأمة. يجب إعطاء النشاطات الشبابية مساحة أكبر في حياتنا كافة كأفراد ومؤسسات، لقد كان الاهتمام بالنشاطات الشبابية في نهاية السبعينيات والثمانينيات كبيرا وملحوظا وملموسا، فكان الشاب يجد متنفسا له في المراكز والأندية والمحافل المستمرة، أما الآن فإن مراكز الأنشطة الشبابية تعتبر متوقفة؛ لأن عدد السكان تضاعف ونسبة الشباب منهم بلغت الثلثين. في المقابل لم تزل أعداد المراكز هي نفسها منذ ثلاثين سنة، بالتالي فإن شريحة كبيرة جدا غير مغطاة بالأنشطة الشبابية أو أغلقت دونها هذه الأنشطة، لذا، فلن نستغرب أن نجد منهم من تتلقفه التيارات. أتمنى من المسؤولين إعطاء الأولوية لبناء مراكز الأنشطة الشبابية المختلفة (الرياضية، الثقافية، العلمية، الدينية، الكشفية، الأدبية، والترفيهية) وتوزيعها على كافة التجمعات السكانية وتكون مراكز معايشة حقيقية وليست مجرد مراكز رمزية شكلية، والاهتمام باستنفاد هذه الطاقة المتزايدة وتفريغها فيما ينفع. م. محمد الشريف