تتحمل النساء في مكةالمكرمة آلام الحمل وأوجاعه، ويفضلنه كثيرا على مراجعة مستشفى النساء والولادة في حي جرول، المزدحم بالأطفال والنساء طيلة اليوم، خاصة أن الكثافة العديدة للمراجعات لا تتناسب والطاقة الاستيعابية للمستشفى المقام منذ أكثر من نصف قرن، فأصبح عاجزا عن مواكبة التطور الذي تشهده المستشفيات الخاصة القريبة منه، ما أدى إلى تدني الخدمات الطبية المقدمة للمريضات بشكل كبير. حالة القصور الطبي التي يعاني منها المستشفى لنقص كوادره المتخصصة، امتدت لتشمل مبنى المستشفى القديم الذي أصبح يشكل خطورة على المراجعات، بسبب التشققات والتصدعات التي انتشرت في مختلف أرجاء المبنى والتي جعلت محاولات ترميمه من قبل مديرية الشؤون الصحية صعبة لظهور التصدعات في مختلف الأركان والزوايا، ما دفع الشؤون الصحية إلى إخلاء مبنى مجاور للمستشفى يضم مصلى، وقسم شؤون الموظفين، بعدما طالب مهندس في وزارة الصحة بضرورة إخلاء المبنى احترازيا بحكم أنه مهدد بالانهيار، ورغم ذلك ما زال المستشفى يستقبل المراجعات والأطفال وهو مهدد بكارثة حقيقية. تحذيرات الدفاع المدني حمل الدفاع المدني في العاصمة المقدسة مديرية الشؤون الصحية مسؤولية حصول أي انهيارات للمبنى، وذلك بعد أن رصدت فرق الدفاع المدني عددا من الملاحظات على أساسات المستشفى وظهور تصدعات وتشققات في جدرانه، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بوسائل السلامة. ورغم مطالبة الدفاع المدني بمعالجة وضع وسائل السلامة، ومخارج الطوارئ، إلا أن مديرية الشؤون الصحية في العاصمة المقدسة أثبتت سلامة المبنى بتقارير معتمدة من مكاتب هندسية تفيد بسلامة الوضع الإنشائي للمستشفى. كما طالب فريق من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، زار المستشفى مؤخرا، بنقل المستشفى من موقعه الحالي. «عكاظ» تجولت داخل المستشفى ورصدت حالة الفوضى والتزاحم التي تعانيها المراجعات لنقص الأطباء المتخصصين والأسرة. يقول أحمد السويهري: حضرت إلى المستشفى منذ العاشرة مساء مع طفلي الذي يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، وظللت انتظر الدخول على الطبيب إلى الساعة الثانية عشرة، لارتفاع عدد المراجعات وقلة عدد الأطباء المتخصصين، مشيرا إلى وجود حالات حرجة تأتي إلى المستشفى، وتستدعي تشخيصها بشكل سريع ورغم ذلك لا بد أن تنتظر الحالة في طابور الانتظار دون أدنى رأفة. وأَضاف نحن نعايش الوضع الحالي للمستشفى منذ سنوات عدة، دون تنفيذ أي مشاريع تطويرية في المستشفى لزيادة طاقته الاستيعابية. أم ريان تقول: مللت من الانتظار، حيث إن الدخول للكشف يتم على استحياء والأطباء والطبيبات الموجودون لا يكفون لتشخيص العدد الكبير من المراجعات، وهذا الأمر ليس وليد اليوم، بل منذ أعوام عدة. واعتبرت أن الوضع في قسم الطوارئ لا يختلف عن الفوضى الموجودة في بقية الأقسام، حيث إن تأمين المواعيد وتوفير السرير معضلتان أخريان تواجهان المريضات، فيجب على المريضة أن تجد واسطة لكي تتمكن من معالجه حالتها. أبو محمد أبدى انزعاجه لطول مدة الانتظار للدخول إلى الطبيب المختص، ويقول «لدي عمل صباحا ولا يمكنني التأخر، وما واجهته من طول الانتظار دفعني للخروج مع ابنتي المريضة وسأتوجه إلى أحد المستشفيات الخاصة لعلاجها، رغم أنني لا أملك تكليف العلاج إلا أنني سأستدين من أحد أقاربي لعلاجها». نايف الهذلي يطالب مديرية الشؤون الصحية بإنشاء مستشفى جديد متخصص في أمراض الأطفال والنساء، كبقية المحافظات المجاورة لمكةالمكرمة، وأيضا سمعنا عن إنشاء مستشفى جديد منذ سنوات إلا أننا لم نره حتى الآن. عدد من العاملين في المستشفى أكدوا أن الوضع الحالي في المستشفى ينذر بكارثة قريبة، خاصة أن إدارة المستشفى تحاول إخفاء التصدعات والتشققات المنتشرة في كافة أرجاء المبنى القديم. وأضافوا: حاولنا إقناع المسؤولين بضرورة إيجاد حل سريع وجذري للمسشتفى المتهالك. مستشفى جديد من جانبه، أوضح مدير مدينة الملك عبدالله الطبية الدكتور حسن باخميس، أن مستشفى الولادة والأطفال الجديد الجاري يتم تنفيذه حاليا في المدينة الطبية وسيستقبل المراجعات العام المقبل. وأضاف: تبقى للمستشفى بعض التشطيبات الأخيرة وإيصال التيار الكهربائي، وسيتم الانتهاء من الإجراءات الإنشائية مع حلول شهر رمضان المقبل، مشيرا إلى أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى الجديد ستصل إلى خمسة أضعاف الطاقة الاستيعابية لنظيره الحالي. وألمح إلى أن إنشاء أكثر من مستشفى للنساء والولادة والأطفال في المدينة الطبية سيساهم في تطوير جميع وحدات الولادة في جميع مستشفيات العاصمة المقدسة. وأشار إلى وضع هيكلة لاستقبال المراجعات في المستشفى الجديد.