أكد وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير، أن المخاوف الخليجية من المفاعل النووي الإيراني تكمن في قرب موعد تشغيل مفاعل بوشهر النووي، والذي يقع على ضفاف الخليج العربي حيث لا يبعد عن شواطئ دول مجلس التعاون بأكثر من 240 كيلومترا، وقد تم إنشاؤه على مراحل وخلال عدة عقود بإشراف ألماني ثم روسي وباستخدام تقنية متواضعة، بالإضافة إلى ذلك وقوع إيران ضمن منطقة الحزام الزلزالي وكون التيارات في مياه الخليج كما يقول الخبراء تسير من جهة إيران إلى بقية دول الخليج، وحقيقة أن معظم مياه الشرب في المملكة وبقية دول مجلس التعاون تأتي من محطات تحلية المياه على ضفاف الخليج، فإنه يتضح مدى مشروعية المخاوف التي تبديها دول مجلس التعاون تجاه البرنامج النووي الإيراني والمخاطر البيئية الجسيمة التي قد يجلبها إلى شعوب المنطقة في حالة وقوع حادث أو تسرب، والتي قد يمتد أثرها إلى مناطق أخرى من العالم بالنظر لموقع المنطقة المتوسط من العالم ولما يمثله مضيق هرمز من أهمية كممر عالمي للشحن البحري. وأضاف الأمير تركي خلال ندوة أمس في العاصمة الرياض بعنوان «رؤية استراتيجية مستقبلية محور العلاقات الدولية والسياسية الخارجية للمملكة»، أن أبرز مبادئ السياسة الخارجية للمملكة تكمن في الاهتمام بتعزيز مصالحها ومكتسبات شعبها وأمنه واستقراره، والسعي إلى تطوير قدراتها الاقتصادية وبناء نهضتها الشاملة من أجل تقدم شعبها ونهضته ورفاهيته، والدفاع عن مصالح الأمة العربية والإسلامية وقضاياها العادلة في المحافل الدولية، وإبراز الوجه الحضاري المشرق للحضارة الإسلامية وأسسها التاريخية والثقافية والإنسانية العريقة، والمساهمة مع المجتمع الدولي في تحمل مسؤوليات تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين، وفق مبادئ وميثاق الأممالمتحدة وبقية المواثيق والاتفاقيات الإقليمية والدولية وقواعد القانون الدولي العام، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مع عدم السماح للغير بالتدخل في شؤونها. وحول موقف المملكة من الأوضاع الحالية في ليبيا، أكد الأمير تركي بأن المملكة مع أي دعم إنساني للثوار في ليبيا ومع القرارات الصادرة من مجلس التعاون الخليجي، أو الجامعة العربية، وهيئة الأممالمتحدة، ولكن المملكة لن تستخدم أي من قواتها لقتل أي عربي أو مسلم أي كان. وحول موقف المكان من التدخل الإيراني الحاصل في المنطقة العربية، أكد أن التدخل الإيراني يأتي على الأساس الطائفي والمدى الطائفي في المنطقة واستغلال الأوضاع الحالية. وأكد الأمير تركي بن محمد أن هناك من المغريات في الجانب الإيراني ما يكفي للتدخل الخارجي ولكن سياسة المملكة تنأى على التداخل في الجوانب، مضيفا أن أهمية تصدير الثورة الإيرانية منذ 30 سنة كان هو الهم الرئيس لإيران في المنطقة العربية. وحول اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين مع ممثلين من المعارضة اليمنية، أكد الأمير تركي بن محمد إلى أن وجود ممثلين من المعارضين حتى نستمع منهم كافة آرائهم للخروج بحلول توافقية لحل الأزمة. وأشار الأمير تركي بن محمد بأن المملكة مع أي قرار يحفظ الكيان اليمني وأن ما يحصل في اليمن هو شأن يخص اليمنيين وحدوه. وحول تسونامي التغيير الذي يضرب المنطقة العربية، أشار الأمير تركي بن محمد أن المملكة مع التغيير الذي يخدم الشعوب ويخدم مصلحة الشعوب ولكن يجب أن نكون حذرين لزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية. وأوضح الأمير تركي بن محمد أنه ليست جميع تحديات السياسة الخارجية مرتبطة بالعلاقات بين الدول، بل إن منها ما يرتبط بالظواهر الدولية التي لا ترتبط بدول محددة، مثل ظاهرة العولمة والتي تعاني من تياراتها العديد من الدول والشعوب، رغم ما لها من منافع بطبيعة الحال تجاه نقل المعارف والتكنولوجيا ورفع الكفاءة الاقتصادية والتمثيل الأمثل للموارد. وأكد الأمير تركي أن صياغة تعريف دقيق للعولمة ليس أمرا هينا لارتباطه بعوامل ثقافية وفكرية عديدة، إلا أنه يمكن تعريفها بصورة عامة باعتبارها ترتبط بالتغيرات والمستجدات التي ينجم عنها تراجع حاد في الحدود الجغرافية والاقتصادية والثقافية وانكماش العالم نتيجة لذلك. ونظرا لهيمنة الغرب على توجيه دفة العولمة والقيم والمبادئ الغربية التي تروج لها فقد نظر إليها كثير من المفكرين خاصة في الدول النامية بصفتها حركة تغريبية مناوئة للثقافات المحلية. وفي شأن متصل، طالب المتحدث القطري الدكتور محمد المسفر بإيجاد مراكز بحوث علمية عن دراسات مستقبلية للمنطقة وتكون بعيدة عن صناع القرار، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستعمل على استقرار وأمن المنطقة. فيما لفت الدكتور المسفر أن الدول الخليجية لن تكون آمنة بدون استقرار كل من اليمن والعراق. وفيما أكد المتحدث الدكتور صالح الخثلان أن السياسية الخارجية عملت على التكييف قدر الإمكان مع التغييرات في بيئتها الإقليمية والدولية من أبرزها زيادة الحضور «الشرق» في الاهتمام السعودي، والتغيير في سلم أولويات الخارجية السعودية.