تتداخل فضاءات المواقع الاجتماعية، مثل فيس بوك وتويتر وغيرهما، وتتناسل الأسماء على مساحاتها في إيقاعات متسارعة ومحمومة خصوصا أن أي شخص لديه بريد إلكتروني يمكنه أن ينشئ حسابا خاصا به طالما أنه وافق على احترام الخصوصية. ولأن الفضاء الإلكتروني مفتوح ومعاملات إنشاء الحساب، تتم خلف الكواليس يمكن لأي شخص انتحال شخصية إنسان آخر والتواصل مع منظمومة المشتركين دون أن يتم اكتشاف حقيقته، وتشير المعلومات إلى أن هناك الكثير من الشخصيات القيادية والعامة والشهيرة على مستوى العالم تم انتحالها من قبل قراصنة على الشبكة العنكبوتية. واتساقا مع انتحال صفات الآخر في المواقع الإلكترونية أعلنت وزارة الداخلية عدم وجود موقع لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على الفيسبوك. «عكاظ» تضع النقاط فوق الحروف حول تداعيات انتحال الشخصيات العامة والمهمة في مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا أن هناك شخصايت عامة حول العالم عانت من انتحال أسمائها للحديث بلسانها مع المشتركين في هذه المواقع. إذا نظرنا إلى آليات إنشاء حساب في موقع للتواصل الاجتماعي نجد أن الأمر ليس معقدا ولا يتطلب سوى امتلاك بريد إلكتروني (إيميل) والموافقة على الشروط العامة لاحترام الخصوصية، ثم تأتي الخطوة الأخرى المتمثلة في إضافة بعض الأصدقاء الموجودين في البريد الإلكتروني أو البحث عن الأصدقاء في المدرسة والجامعة التي ذكرتها، فتستطيع أن تذكر جامعة أو مدرسة فتهطل عليك المعلومات المتواترة عن الشخصية التي تبحث عنها، كما يمكن للشخص الحصول على خيارات الأسماء المنضمين إلى هذا الصرح تلقائيا ومن إضفاء حالة من الصدقية على اسمك (معرفك) الجديد بالاسم الذي اخترته سواء كان حقيقيا أو مزيفا. وعلى الصعيد العالمي لا توجد إحصائيات محددة للأسماء الوهمية في الإنترنت إلا أن هناك العديد من الشخصيات عانت كثيرا من هذا الأمر، فهناك أسماء متعددة لشخصية واحدة في الإنترنت إضافة إلى مجموعات (قروبات) لنفس الشخص، الذي تم انتحال شخصيته، وهذا النوع من التحايل الإلكتروني يدخل ضمن جرائم انتحال الشخصية لتحقيق مآرب أخرى. فالفيسبوك الذي يصل حجم المسجلين فيه نحو 700 مليون شخص، أصبح ساحة لتصفية الحسابات الشخصية، إضافة لعملية السطو على بعض (المعرفات) الحقيقية للاستفادة من الأسماء المضافة لدى الشخصية وإثارة المشاكل الخاصة بين الأصدقاء، وهناك العديد من الوسائل لاختراق الصفحات الشخصية في المواقع الاجتماعية منها أفضل البرامج الوهمية على الإطلاق برنامج لاختراق حسابات الفيسبوك،HaCkHound FaceBook HaCker، وهذا البرنامج يستطيع إيهام مستخدمه بأنه يقوم بحالة اتصال (بالسيرفر) فيما يقوم بالاطلاع على قاعدة بياناته التي تحوي بيانات المستخدمين ومن ثم يقوم باستخراج الرقم السري (الباسورد) عن طريق استحداث ثغرة معينة في قاعدة البيانات. أما بالنسبة للشخصيات المعروفة فإن تحديد المزيف منها أو معرفة أصحابها أمر مستحيل، وإذا أردت حذف أسماء أو مجموعة عليك تجميع تأييد لعدد من الأسماء وإرسال طلب حذف هذا المعرف لتقوم بعد ذلك إدارة الموقع بحذف هذا الاسم أو الصفحة. وبقيامنا بمسح عشوائي لبعض الشخصيات الموجودة في الفيس بوك، وجدناعلى سبيل المثال أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة له 10 صفحات شخصية و9 (قروبات) وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد له 9 صفحات شخصية و3 (قروبات) والرئيس اليمني على عبدالله صالح له أربع صفحات شخصية والملك الأردني عبدالله الثاني له 6 صفحات شخصية، وفنان العرب محمد عبده 8 أسماء (معرفات) و9 صفحات شخصية، والفنان راشد الماجد 9 أسماء و7 صفحات شخصية. ومن هنا نصل إلى أنه لا يمكن ضبط هذه المسألة، أمام الآلية التي وضعتها المواقع الإلكترونية لإضافة أي اسم فقط بمجرد امتلاك بريد الإلكتروني. وكشف يحيى بابعير المحاضر في معهد الإدارة العامة والخبير التقني أن المواقع الاجتماعية ليس لديها أي ضوابط محددة تحول دون إنشاء معرف متكرر أو صفحات شخصية أو (قروبات) جماعية، ويتطلب الأمر مخاطبات معينة لإدارة المواقع أو جمع تواقيع تصل لرقم محدد حسب الموقع من هذا المعرف أو تلك الصفحة تسيء بقدر ما إلى بعض الناس ومن ثم تتفاعل إدارة تلك المواقع مع مثل هذه الطلبات. ويضيف بابعير أن هناك الكثير من المعرفات الوهمية التي ظهرت في الفيس بوك وغيره من المواقع بأسماء لشخصيات مهمة في المجتمع، يتم استغلال أصحابها، ومن ثم استغلال الأسماء الحقيقية الموجودة في الموقع التي تتحدث مع هذه الشخصية بأمور خاصة ثم تتحول المسألة إلى ابتزاز ومساومات رخيصة ومشاكل لا تنتهي.