ذهب رئيس هيئة علماء اليمن الدكتور عبدالمجيد الزنداني إلى التأكيد بأن الشعب اليمني يثق في حرص وجدية دول مجلس التعاون الخليجي على أمن واستقرار ووحدة اليمن. وأفاد في حديث ل «عكاظ» أن هيئة علماء اليمن مهتمة بالمبادرة الخليجية بغية إنهاء الأزمة، جازما أن أمن اليمن من أمن الخليج. بيد أنه أوضح أن هيئة علماء اليمن لم تزل تناقش المبادرة الخليجية بعمق بغية الوصول إلى موقف نهائي منها، على اعتبار أن هناك بعض الغموض يشوبها وتحتاج إلى توضيحات. وأردف أن المبادرة الخليجية يجب أن تحقق مطالب الشعب اليمني، وتجنب البلاد الدخول في دوامة العنف، معتبرا أن المملكة كانت ولا تزال حريصة على استقرار اليمن عبر جهودها التي تبذلها لإيجاد حلول في إطار السعي الخليجي في وضع حد للأزمة القائمة. واسترسل قائلا «إن هيئة العلماء في حالة انعقاد دائم، وهي تنحاز لإرادة الشعب والمطالبة برحيل الرئيس على عبدالله صالح»، مطالبا بتشكيل حكومة وحدة وطنية فورا بعد التنحي لتجنب انزلاق البلاد نحو العنف والاضطرابات، والتمهيد لإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة تجعل الشعب قادرا على اختيار من يحكمه. وكانت هيئة علماء اليمن بادرت في بداية انطلاق الثورة اليمنية، وشرعت في العديد من الوساطات ما بين اللقاء المشترك المعارض والحزب الحاكم، إلا أنها وصلت إلى طريق مسدود. وطالب علماء ومشايخ اليمن، منذ البداية، الرئيس علي صالح بالتنحي الفوري عن الرئاسة، وإقالة جميع أقاربه من أجهزة الدولة العسكرية والأمنية. وحذروا في اجتماع ترأسه أمين عام لجنة الحوار الوطني حميد الأحمر من أنه في حالة عدم الاستجابة لمطالب الشعب، فإنهم سيتقدمون الاعتصامات والمسيرات في مختلف المحافظات اليمنية، مؤكدين أن ثورة التغيير السلمية في البلاد ستكون صمام أمان للأمن المحلي، الإقليمي، والدولي، وأنها ستعمل مع الأسرة الدولية على تجفيف منابع الإرهاب أينما وجد. وأعلن العلماء تأييدهم ودعمهم الثورة الشعبية السلمية، والوقوف بقوة وصرامة مع مطالبها العادلة والدفاع عنها. وكانت دول مجلس التعاون الخليجي الست تقدمت بخطة لإنهاء الأزمة في اليمن، نصت على أن ينقل صالح سلطاته إلى نائب الرئيس، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها المعارضة لإعداد دستور وتنظيم انتخابات.