بداية أعتذر من أحبتي القراء عموما ومن تلميذي النجيب إبراهيم نسيب الذي يكتب زاوية في صحيفة «المدينة» بعنوان «حرف جر» بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع الذي يعاتبني دائما على تكرار كتابتي عن جزيرتنا «فرسان» .. هذه المرة لا تلمني يا عزيزي ولكن وجه لومك إلى الكاتبة بصحيفة الوطن الأستاذة حليمة مظفر التي كتبت عن هذه الجزيرة يوم الأربعاء 2/ 5/ 1432ه في زاويتها «كلاكيتيات» وأشارت إلى الخدمات المتواضعة فيها بما لا يتوازى مع مكانتها الوطنية وأهميتها السياحية التي بدأت تستقطب الآلاف من السياح من المسؤولين والمواطنين والإخوة الخليجيين وأيضا الأجانب الذين يقيمون في هذه البلاد ويسوؤهم تدني الخدمات في هذه الجزيرة وخاصة في مجال النقل الذي يذيقهم سوء العذاب عندما يريدون المجيء إليها من جازان.. كما أشارت الكاتبة حليمة إلى أن هذه الجزر قبل الحكم السعودي كانت خاضعة للحكم التركي وعقب ضعف الدولة العثمانية كانت نقطة خلاف بين الإنجليز والألمان. أنا هنا من منطلق هذه الإضاءة أود أن أضيف إضاءة أخرى يعرف القارئ من خلالها شيئا عن العمق التاريخي لهذه الجزر إذ أنه قبل ثلاث سنوات تقريبا زارت فرسان سفينة أبحاث اسمها «مدين» تابعة لشركة «أرامكو» السعودية تضم بعثة علمية من بين علمائها الدكتور عبدالله الشارخ من جامعة الملك سعود ويرأس هذه البعثة «بروفيسور» إنجليزي اسمه «جيف بيلي» ومن خلال أجهزتهم العلمية الإلكترونية يقول هذا البروفيسور: إنهم وجدوا دلائل تشير إلى أن تجمعا سكانيا في هذه الجزيرة يعود إلى ستة آلاف سنة .. أما الآثار المادية الملموسة فتتمثل في وجود نقوش رومانية قديمة وبقايا أعمدة حجرية يقول عنها خبير النقوش اللاتينية القديمة البروفيسور الفرنسي «فرانسوا فيلانوف» من جامعة «السوربون» بفرنسا بأنها تعود إلى ألفي عام بالإضافة إلى نقوش بالخط المسند الجنوبي تعود إلى ألف وخمسمائة عام ونقوش إسلامية تعود إلى القرن الرابع الهجري.. وفي قفزة تاريخية تضيق مساحة الزاوية عن استيعابها نجد حسبما يثبت التاريخ أن جزر فرسان قد دخلت تحت الحكم العثماني في القرن السادس عشر الميلادي ولعل ذلك يعود إلى عام 1538م الذي فرض فيه العثمانيون سيطرتهم على البحر الأحمر في حملتهم الثانية التي كانت بقيادة سليمان باشا. وعودة إلى ما كتبته الأستاذة مظفر حول التنافس الإنجليزي الألماني على فرسان أحب أن أضيف أن تنافسا آخر قام على أشده بين الإنجليز الذين كانوا يقفون إلى جانب محمد علي الإدريسي وبين الإمام يحيى حميد الدين ملك المملكة المتوكلية اليمنية التي عقدت إيطاليا معه اتفاقية تجارية في الثاني من سبتمبر عام 1926م لمدة عشر سنوات وهي أول معاهدة أوروبية تعترف بالإمام يحيى ملكا على اليمن. واختصارا للموضوع أود أن أشير إلى المحادثات التي جرت بين الدولتين بريطانيا وإيطاليا كانت إحداها في 10 يناير1927م وثانيها في 12 يناير 1927م وثالثها في 14 يناير 1927 م ورابعها في 15 يناير 1927م وخامسها في 31 يناير 1927م. هذه هي جزر فرسان التي من الله عليها بالانضواء تحت راية الحكم السعودي في النصف الثاني من شهر جمادى الأولى 1351 ه. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة