مجموعة أرخبيل «جزر فرسان» أكبر تجمع جزري في الجنوب الشرقي للبحر الأحمر وفي الجنوب الغربي لهذا الوطن «المملكة العربية السعودية» .. وحسب ظني أن الأقدمين لم يهتموا بمجموع عددها وإن كانوا قد منحوا كل جزيرة مسمى خاصا بها.. وأستطيع أن أقول: إن أول من اهتم بإحصاء عددها هو العقيد صالح المشيليح قائد سلاح الحدود بمنطقة جازان في بدايات التسعينيات من القرن الماضي الهجري، حيث أصدر كتابه «عالم البحار» الذي طبع عن طريق نادي جدة الأدبي، وقد ضمنه 84 جزيرة، وظل هذا العدد هو المتعارف عليه حتى وقتنا الحاضر، إلا أن الذي أريد أن أنبه إليه هو ما قام به اللواء متقاعد إبراهيم فايز الشهري عندما كان قائدا لقطاع حرس الحدود بفرسان نفسها وزميله المقدم حمد إسماعيل البر اللذان أصدرا كتابهما «جزر فرسان في صور» وضمناه 262 جزيرة، هذا الكتاب لم تطبع منه سوى كمية قليلة لا تتجاوز 40 نسخة ولا أعرف عما إذا كانا قد عرضا كتابهما على الجهات التي يعنيها الأمر لاعتماده بعد التأكد من معلوماته المدعومة بالصور الملونة. الذي جعلني أكتب هذا اليوم عن هذا الأرخبيل هو المحاضرتان اللتان ألقيتا في نادي جازان الأدبي مساء الأربعاء الموافق 13/1/1431 ه.. إحداهما كانت للدكتور سهيل صابان من قسم التاريخ بكلية الآداب في جامعة الملك سعود بعنوان «المحاولات الألمانية لاحتلال جزر فرسان» من واقع وثائق الأرشيف العثماني «1318 – 1320 ه / 1900 – 1902 م» حيث يقول هذا المحاضر: «أثناء البحث مرات عدة في الأرشيف العثماني باستانبول وجدت ضمن مقتنياته عددا وافيا من الوثائق التي تتحدث عن التطلعات الألمانية نحو جزر فرسان ومراسلات متبادلة بين الباب العالي وبين السلطات الإدارية العثمانية في المنطقة من جهة وبين السفارة الألمانية في استانبول والخارجية العثمانية من جهة أخرى».. إلى آخر ما جاء في المحاضرة. أما الدكتور سعيد مشبب القحطاني من جامعة الملك خالد في أبها فأشار إلى الامتيازات البترولية لجزر فرسان ووجود وثائق بريطانية غير منشورة تحمل بين طياتها معلومات هامة جدا عن تاريخ فرسان المعاصر حيث تكالبت الشركات البريطانية والإيطالية للفوز بامتياز التنقيب عن بترول فرسان بالإضافة إلى أهداف أخرى منها أن بريطانيا تسعى لحماية تجارتها التي تعبر البحر الأحمر مارة بجزر فرسان للوصول إلى بلاد الهند والصين. وفي هذا الصدد أشار محمد جلال كشك في كتابه «السعوديون والحل الإسلامي» إلى أن القنصل البريطاني لدى المملكة في 16/8/1927 م تلقى رسالة من الملك عبد العزيز يرحمه الله على أثرها تم إلغاء امتياز الشركة البريطانية للتنقيب عن البترول في جزر فرسان وهذه الاتفاقية عقدت بين الحكومة البريطانية وحكام الإمارة الإدريسية عندما كانت هذه الجزر خاضعة لحكم تلك الإمارة أي قبل أن تدخل جزر فرسان في ظل الحكم السعودي الرشيد. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة