يدخل عليك أحدهم ليشي بآخر، ويتبرع آخر بنقل أخبار أخطاء الموظفين. وتجد ما يدهشك في حياة الإدارة، يأتيك أحدهم وهو يتحذلق كأنما خصك بكثير من الود، ثم يجيئك آخر ليخبرك في وشاية منه أن هذا المتحذلق يبغضك. ويسرع إليك أحدهم ليبين لك أنه يعمل حتى لو لم تطلبه أنت، ولكنه يقوم بذلك كخطة استباقية لكي لا تبحث عنه، فلن تجده حينها. ويجلس «كسول» وهم كثر في مكتبه، فلا هو الذي أنجز عمله، ولم تسلم الإدارة من جمعه للموظفين عنده، ليت أنهم حين يجتمعون يناقشون أمور عملهم، ولكن اجتماعهم للتسلية أو تمضية الوقت أو «للسوالف». «نشيط» هو من أكثر الموظفين نشاطا وجهدا، ولكنه أحيانا يفاجئك بأنه يفعل أمورا لم تقرها أنت، وفي أحيان أخرى يتجاوزك في حماس زائد أو لنية يبطنها، وفي كلا الحالين فقد أخطأ. ويسعى أحدهم لنقل أخبار أخطاء إدارتك، ويتبرع بإعلام من لم يعلم عن كل ما خفي، وكل همه تثبيط همة وإيقاف سير الإنجاز، يشعر صاحبنا هذا، أن كل إنجاز لم يصله هو، فلا يستحق الظهور. وفي خضم الأعمال يأتيك أحدهم من خارج الإدارة، يهتم بتناقل الشائعات والأخبار الصحيحة والخاطئة، أخبار إن لم ينقلها هو فستأتي رسميا ولزاما، ولكنه نذر نفسه لنقل الأخبار طازجة من الفرن وإلى كافة الإدارات. ثم يجيئك اتصال هاتفي من السيد «أعذار» يبلغك بظرفه الطارئ جدا الذي يحدث كل يوم. ويشاركه في الغياب زميل آخر يعتقد أنه شوهد في الإدارة قبل ثلاثة أشهر، ويعتقد أنه ما زال حيا. وتكلف السيد «زعلان» بعمل، فيفعل ربعه ثم يقدمه لك على أنه انتهى، وتعيده إليه ليتمه، فيعود إليك بعد أيام بنصف العمل، ويسهل عليك أنت أن تؤدي العمل دون أن تكلف أحدا، فيهمله ويتباطأ فيه وينجزه على مراحل. هذه عينات من وجوه تشاهدها كمدير، وليت أن هدف الإنجاز والعمل هو هدفنا جميعا. م. محمد الشريف