توجد لدينا هيئة جامعية تعنى بعلوم البحار، ولا توجد لدينا هيئة مستقلة ولا مجلس أعلى للنظر في أمراض المسطحات المائية ولا فساد البحر. البحر.. ممثلا في كورنيشنا العزيز يتدفق عفونة، ولا يوجد للكورنيش مدع عام من أجل أن يقيم على الصحافة دعوى، وبذلك يجرها إلى استدعاء عاجل من نوعه. بالأمس كتب أحدهم، وهو قارئ من جدة لا أعرف له اسما على هامش تحقيق بيئي جاد من نوعه، هكذا كتب القارئ قائلا «البحر في جدة صار مستنقع صرف صحي. لا أتردد لزيارته، لأنه غير نظيف. فضحتونا يا أمانة. العالم تحسدنا بسبب البحر، ويا ليت عندنا صحراء في جدة، فلا نشم ريحة العفن الطالع من البحر، ثم نلقي باللائمة على العمال والناس. ألا تخجلون بذمتكم عندما تسافرون وبأعينكم ترون مدن العالم تتطور، وأما أنتم فإلى الوراء سر»، هذا رأي قارئ سعودي، وما بعد هذا الرأي، فهناك عشرات الآراء، ومن بينها أن مواطنا كتب تعليقا آخر حول مسألة ارتفاع التلوث في بحر جدة إلى مائة ضعف من المعدل العالمي، هكذا كتب بسخرية قائلا «أصبحت الفئران بحجم الأرنب الفرنسي على شواطئ الكورنيش» وما بعد ذلك أكثر سوءا ولن أنقل كلام المواطنين لأن كله متوافر وموجود بطي التعليقات الآيلة قبل يومين أو ثلاث على تحقيقات العزيزة «عكاظ». إذا قدر لي إضافة شيء، فربما أكتب البعوض صار في حجم الذباب بعد السيول على ضفاف المستنقعات، وأما حول الشاطئ من غير مطر، فمن رأى هكذا كتب والفئران صارت في حجم الأرنب الفرنسي. على أية حال لقد قالوا لنا من زمان إن البحر لا يفسد، ولكن اتضح لنا أن بعض الشواطئ تفسد، وعبارة «البحر يفسد» تتكون من كلمتين لا تليق بهما علاقة سيئة من نوعه لأن البحر كبير جدا ومنتشر ومتداخل وفي النهاية فالماء يستغرق حوالي أربعة أخماس اليابسة، وإلى هنا يحق لنا أن نتساءل عن طبيعة الشواطئ الجداوية وكيف اخترقها العفن. ذات مرة كتبت إلى الصحافة موضوعا بعنوان «البحر المهاجر»، فيما كنت في نزهة انفرادية تطل على الكورنيش، ولم تكن الفئران قد كبرت في ذلك الوقت، ولاحقا سألني أحد مشرفي «الرأي» عبر أحد صحفنا العزيزة قائلا «ماذا تقصد بالبحر المهاجر؟»، مع العلم أن الموضوع واضح ومعروف، وهذه القصة مضى عليها زمن وقد أكل الدهر عليها وشرب. وطبعا لا يوجد عندي جواب على أسئلة وفقا لهكذا النحو لأن بحرنا العزيز ممثلا بشواطئه يجيب على هذه الأسئلة من خلال رائحته الزكية. إنها رائحة مترعة بخواء الطبيعة وغثيان البيئة، مع العلم أن المسطحات المائية المالحة لا يفترض أن يطالها العفن، فهي تغسل نفسها من خلال حركة الموج المتوالية ليل نهار. يبدو أنها بالفعل تغسل نفسها في كل مكان انتشارا على البحر الأحمر إلا جدة، فلماذا جدة «لا» ولأي سبب جدة غير. الله أكبر على المتسببين. لقد أكلوا البر ومن بعده أكلوا البحر صيفا وشتاء هكذا أكلوه ولم يبق غيرنا نحن الفقراء إلى رحمة الله، فتعالوا لأجل الله وكلونا وعلى وجه السرعة خلصونا، عاجل.. عاجل !! أيها الأكلة ببراعة كلونا «مزة» و«شواء».. على رائحة البحر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة