بكثير من الامتنان والغبطة يرصد ( مرصد ) الوسط الثقافي في هذه البلاد في تجرد ووضوح ليقرر حقيقة قائمة وماثلة للأعيان .. تجسد ذلك البعد القيم لمواقف سلمان بن عبدالعزيز من المثقفين والحركة الثقافية في هذا البلد. يدفعه إلى ذلك حبا أصيل تجذر فيه منذ زمن طويل .. واستدعى من التاريخ البعيد صورة فيها ملمح من ملامح شخصيته الكبيرة .. كان ذلك في بداية الثمانينات الهجرية عندما بويع الملك فيصل بن عبدالعزيز ( يرحمه الله ) وكانت الوفود تترى من أنحاء العالم .. وكان الأمير سلمان أمير الرياض حركة لا تهدأ يستقبل تلك الوفود .. وكنت والزميل فهد العيسى نمثل عكاظ (الجريدة) في تغطية الحدث الكبير .. ولاحظ الأمير سلمان معي كتاب (السبعون) لمخائيل نعيمة فطلب مني استعارته لقراءته .. من تلك اللحظة أدركت أنه يمتلك حسا ثقافيا أخذ يغذيه وينميه من خلال القراءه الجادة .. حتى أصبح يمتلك ذائقة عالية الإحساس .. ويفخر كثير من الأدباء العرب ومثقفيها بصداقتهم لهذا الأمير (أمير المثقفين). بالأمس كان الأمير سلمان في مقدمة المعزين في وفاة معالي الأستاذ عبدالله الدباغ مدير عام مؤسسة البلاد للصحافة والنشر .. وفي اليوم التالى كان في سرادق عزاء ابن جدة وفقيدها محمد صادق دياب .. كل ذلك يجرى وسط إكبار وإعجاب وتقدير وتثمين الوسط الثقافي واهالى جدة. خالد الفيصل ومنصة التتويج: ما اشبه الليلة بالبارحة .. سوف يقف خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة على منصة التتويج بعد غد الجمعة في نهائي كأس ولي العهد بين فريقي الوحدة والهلال .. وهنا تستدعي الذاكرة شريطا من الأحداث التي كان فيها خالد الفيصل هو اللاعب الأساسي في الساحة الرياضية بعد أخيه ومثله الأعلى عبدالله الفيصل (يرحمه الله) وسبحان الله فكأنما قدر الرياضيين وقدرهما أن يكونا مشتغلين بها وبرعاية الشباب .. تحتفظ الذاكرة الرياضية بمواقف مشرفة وكبيرة لخالد الفيصل .. إذ إنه أحدث نقلة نوعية في الحركة الرياضية .. ووضعها في وسط عالم الرياضة الحقيقي .. واستقدام المستشارين من سوريا كعرفان أوبرى ورشيد دشان وزهير مراد .. واستعان بالحكام من تركيا كبدرى جايا الذي استمر طويلا بينما زميله (سقط من الذاكرة) لم يستمر . ولأول مرة تشهد الحركة الرياضية في المملكة اهتماما باستقدام الأندية من الأقطار العربية ومن تركيا بقصد الاحتكاك واكتساب المهارات والاهتمام بالألعاب المختلفة ووضع دورى ومسابقات لها.. وأول من شكل اللجنة الأولمبية السعودية واتحاد كرة القدم. دورة الخليج: وكان الفضل لخالد الفيصل في إحداث هذه الدورة .. والتي حركت الاهتمام والعناية بكرة القدم على مستوى جميع دول الخليج .. الخروج من الصبان ومن ساحة إسلام والصايغ في الرياض: كانت ملاعبنا غاية في السوء .. وفي البدائية وكان اللاعبون عرضة للإصابات .. إذ إن المباريات تجرى على ملاعب ترابية .. وجاء خالد الفيصل وحولها إلى ملاعب مغطاة بالنجيل الأخضر .. وافتتح الأمير ملعب الراكة بالخبر .. ثم تولت رعاية الشباب في عهد الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله) إنشاء باقي الملاعب التي نشهدها الآن .. تكريم الرواد: وكان أن سن الأمير خالد الفيصل سنة حسنة في تكريم الرواد في الوسط الرياضي في وسط حفل يعد لهذه المناسبة يكرم فيها أحسن مدرب وطني .. أحسن حكم .. وأفضل حارس مرمى .. وأفضل رئيس ناد وأفضل محرر رياضي .. كل ذلك من أجل إشاعة روح التنافس الشريف والتفاعل فيما يعود بالنفع على الحركة الرياضية والارتقاء بها للأحسن .. واليوم يعود الأمير من جديد ليقف على منصة التتويج ليكرم الفائز الأول بكأس مسابقة ولي العهد والفريق الآخر بالمركز الثاني .. في بادرة غير مسبوقة إذ تشهد مكةالمكرمة هذا النهائي لأول مرة. الوحدة والعمق التاريخي: فريق الوحدة ضارب بجذوره في تربة التاريخ منذ فترة طويلة .. وهو من أوائل الأندية وحقق شهرة تاريخية عريضة .. وكان السجال بينه وبين اتحاد جدة محل حفاوة واهتمام واستقطاب الجماهير الكبيرة .. وكانت مباراتهما معا حدثا كبيرا تحتفي به الجماهير على مدى أسبوع المباراة .. وقد أسهم رجال كبار ككامل أزهر .. ومعالي الأستاذ عبدالله عريف .. وسعيد بوقوري .. وحسن نقيطي وكثيرون في الارتقاء بمستوى الوحدة .. وكان نجومها من أمثال عبدالرحمن الجعيد .. حسن دوش .. عزيز مفتي .. خليل مفتي .. وحسني باز .. سليمان باصيري .. سعيد لبان .. واخوه لطفي .. وإسماعيل فلمبان (الحارس المشهور ) ومحمد لمفون .. علي داود .. ونجوم كثيرون تلألأت في سماء مكةالمكرمة .. وسجلوا تاريخا مشرفا وأبيض للوحدة .. والجمعة وبعد 38 عاما يتنافس نجوم الوحدة مع نجوم الهلال على الكأس (ومن يطلب الحسناء لم يغلها المهر) والشكر لكل من كان وراء هذا الجهد الكبير لتحويل المباراة من الرياض إلى ملعب الشرائع بمكةالمكرمة .. وأملنا كبير في أن تخرج المباراة في إطار من التنافس الأخوي الشريف .. وأن ترتقي إلى مستوى هذا الحدث غير المسبوق . وكلمة أخيرة لجمهور الوحدة وقد تحقق هذا الحدث الكبير بين ظهرانيكم .. فإننا نأمل لأن يرقى الجمهور إلى المستوى الذي يمثل معه شرف السكنى والجوار لهذه البقاع المقدسة .. سموا في الأخلاق ورفعة في التعامل الكريم مع أشقائهم من الرياض .. بأن تكون المنافسة شريفة بعيدا عن التشنجات والخروج على المألوف، حسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة