كشف ل«عكاظ» صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، عن وجود خطة متكاملة لمعالجة العديد من أوجه المشكلات البيئية في المملكة بالتنسيق مع أمانات المدن والبلديات من خلال عقد سلسلة من الاجتماعات، تهدف إلى رصد كل أوجه المشكلات البيئية ومعالجتها بالطرق الجذرية التي تحافظ على سلامة البيئة من كافة أشكال التلوث البيئي. وأشار الأمير تركي بن ناصر إلى أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بصدد الانتقال إلى المبنى الجديد الذي مازال قيد الإنشاء، ومتوقع أن يتم الانتهاء منه خلال عام، وهو مبنى متطور وسيضم كل المراكز البيئية والأرصادية وغرف العمليات الموجودة حاليا في مساحات أكبر. وحول المشاريع الجديدة التي تم تدشينها أمس قال الأمير تركي بن ناصر «هذه المشاريع الأرصادية هي منظومة متكاملة تدار بأيد سعودية، وهي عبارة عن مركز جدة الإقليمي للمناخ، والمركز العالمي للمعلومات والاتصالات، والمركز الإقليمي لمراقبة الجفاف والإنذار المبكر، حيث ستعمل هذه المراكز في خدمة كافة القطاعات في المملكة وخارجها وتزويدها بمستجدات المناخ، وخصوصا أن العالم يشهد الآن العديد من التقلبات المناخية، فوجود مثل هذه المراكز العالمية في المملكة يوفر الكثير من المعلومات الأرصادية ويعزز التعاون العالمي في هذا المجال الحيوي، كما أن الاستفادة المحلية ستكون كبيرة من قبل أمانات المناطق والبلديات ووزارة الزراعة وغيرها من القطاعات، كما تشكل هذه المشاريع مركز معلومات متكامل لتزويد الباحثين بكل المعلومات الأرصادية والمناخية. وعن ضعف تنسيق الأرصاد في تزويد القطاعات المختلفة بتنبؤات الطقس نوه الأمير تركي بن ناصر، إلى أن جميع تنبؤات الأرصاد خلال السنوات الطويلة كانت صحيحة، ويوميا يتم تزويد كل القطاعات بكافة نشرات الطقس مع تحديثها على مدار الساعة، إضافة إلى أن هناك مركزا متكاملا وهو التحاليل والتوقعات، يعمل على مدار الساعة ويقوم بمهماته على أكمل وجه. وكان الأمير تركي بن ناصر قد أطلق أمس المشاريع الأرصادية الجديدة في مقر الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في جدة، موضحا في كلمته أنه في إطار الجهود العالمية لوضع مراكز عالمية عدد 13 مركزا دوليا تتبعها مراكز إقليمية للمناخ والمنتجات المناخية تكون مركزا لكافة المعلومات والمنتجات الخاصة بمعلومات الغلاف الجوي والتوقعات الجوية، فقد تم ترشيح المملكة أن تكون مركزا دوليا للمعلومات والاتصالات ومركزا إقليميا لمنتجات المناخ لجنوب غرب آسيا ومركزا اقليميا لمراقبة الجفاف والإنذار المبكر في الشرق الأوسط. وأضاف الأمير تركي بن ناصر «بدأت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تدشين الأعمال بهذه المراكز، وستبدأ المراكز عملها في يناير 2012م، يسبقها تشغيل تجريبي ابتداء من صيف هذا العام. ولفت إلى أن إنشاء هذه المراكز التي سوف يكون مقرها الأرصاد في جدة، تأتي في إطار الدعم والرقي بالخدمات الأرصادية والمناخية والبيئية ليس على المستوى المحلي وإنما على المستويات الإقليمية والدولية، وهذا إدراك من المملكة بأن أبعاد الظواهر الجوية والمناخية ومتغيراتها تأخذ طابع التأثير على نطاق إقليمي وعالمي، ولابد من تضافر الجهود لاستدامة التنمية في دولنا للأجيال المقبلة. الأمير تركي بن ناصر، أكد أن ترشيح المملكة من قبل المنظمة العالمية للأرصاد لأن تكون مقرا لها لهذه المراكز دليلا على مكانة المملكة في المجتمع الدولي، وإيمانا بدورها في مساهماتها في الأعمال الإيجابية لخدمة العلم والمعرفة، وإيمانا من الرئاسة بهذا الدور فقد اختارت الشراكة مع الأرصاد الفرنسية للمساهمة في نقل التقنيات وبناء القدرات ووضع خارطة طريق ليتم معها إنجاز المهمات الموكلة لنا بأحدث التقنيات والمهارات في هذه المجالات، والتي سوف يقوم المختصون من الرئاسة والأرصاد الفرنسية بوضع ملامحها خلال اليومين المقبلين. وفي سياق متصل، بحث الأمير تركي بن ناصر أمس مع محافظ المؤسسة العامة للموانئ المهندس عبد العزيز بن محمد التويجري موضع إنشاء مرافق استقبال مخلفات السفن وطرق معالجتها.