ترتكز الأوضاع في ليبيا على وتر الدبلوماسية بغية إنهاء القتال بين الثوار وقوات الزعيم الليبي معمر القذافي، في الوقت الذي تستمر فيه المعارك العنيفة في أجدابيا ومصراتة، وفي إطار المساعي الدبلوماسية يبحث وفد من القادة الأفارقة في طرابلس مع القذافي سبل التوصل إلى وقف المعارك بين الجيش والثوار. وتوالى وصول كل من رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما ونظرائه أمادو توماني توري من مالي ومحمد ولد عبدالعزيز من موريتانيا ودينيس ساسو نغيسو من الكونغو ووزير خارجية أوغندا هنري أورييم أوكيلو، إلى مطار نعيكقة قرب طرابلس. وسيعرض رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما ونظراؤه من الكونغو ومالي وموريتانيا وأوغندا فتح «مرحلة انتقالية» عبر المصادقة على إصلاحات سياسية من شأنها إن تقضي على «أسباب الأزمة الحالية»، كما جاء في بيانهم. وبعد طرابلس يفترض أن يتوجه وسطاء الاتحاد الأفريقي إلى بنغازي معقل الثوار في شرق البلاد في محاولة لإقناعهم بوقف إطلاق النار في مهمة تبدو دقيقة، إذ إن قادة المعارضة أعربوا مسبقا عن رفضهم هذه الفكرة طالما لا يزال العقيد القذافي وأبناؤه في الحكم. وميدانيا، أدت المعارك في داخل وفي محيط أجدابيا إلى سقوط 12 قتيلا و17 جريحا خلال اليومين الماضيين، بحسب مستشفيات بنغازي التي نقل اليها الضحايا. ولليوم الثاني على التوالي، قصفت القوات الحكومية أجدابيا، فيما تواصلت المعارك عند المدخل الغربي للمدينة. وأعلن الثوار أنهم قتلوا ثلاثة مرتزقة جزائريين واعتقلوا 15 آخرين في المعارك في أجدابيا. وبحسب متحدث باسم الثوار، فإن السجناء لم يكن بحوزتهم أوراق ثبوتية لكنهم «قالوا إنهم جزائريون وكانوا يتحدثون بلكنة جزائرية». إلا أن وزارة الخارجية الجزائرية نفت أي علاقة لها بنشاط لمرتزقة جزائريين في ليبيا، بعد إعلان متحدث باسم الثوار الليبيين أسر مرتزقة جزائريين واتهامه السلطات الجزائرية «بدعم القذافي».