وصل رؤساء جنوب أفريقيا ومالي وموريتانيا والكونغو أمس إلى طرابلس في إطار الوساطة التي يقوم بها خمسة قادة أفارقة بتفويض من الاتحاد الأفريقي، بهدف وقف المعارك بين قوات العقيد معمر القذافي والثوار الليبيين، فيما أعلنت الجامعة العربية عقد اجتماع لمناقشة الأزمة الليبية الخميس المقبل، برئاسة مشتركة بين أمينها العام عمرو موسى والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. واستقبل القادة الأفارقة في المطار مصطفى الخروبي المقرَّب من القذافي. وكان الرئيس المالي أمادو توماني توري أولَ من وصل إلى طرابلس، تلاه نظراؤه جاكوب زوما (جنوب افريقيا) ومحمد ولد عبدالعزيز (موريتانيا) ودنيس ساسو نغيسو (الكونغو) ووزير خارجية أوغندا هنري اوريم اوكيلو، الذي يمثل الرئيس يويري موسيفيني، كما وصل أيضاً مفوض الاتحاد الأفريقي جان بينغ. ولدى هبوطه على درج الطائرة التابعة لسلاح الجو الجنوب أفريقي في مطار معيتيقة في طرابلس، كان في استقبال زوما حشد من مؤيدي القذافي يرفعون أعلاماً خضراء وصوراً للزعيم الليبي ويحملون لافتات كتب عليها: «لا للتدخل الاجنبي». وحيّا زوما الحشد ثم ركب سيارته التي انطلقت به في المدينة. وفي ختام اجتماعهم في نواكشوط السبت، أكد القادة الأفارقة أن هدف المهمة «الوقف الفوري للمعارك» ونقل المساعدات الإنسانية وفتح حوار بين النظام الليبي والمعارضة. وتهدف وساطة الوفد الأفريقي إلى «مرحلة انتقالية» عبر المصادقة على إصلاحات سياسية من شأنها أن تقضي على «أسباب الأزمة الحالية»، كما جاء في بيانهم. ويفترض أن يتوجهوا بعد ذلك إلى بنغازي معقل الثوار في شرق البلاد لمحاولة إقناعهم بوقف النار في مهمة تبدو دقيقة، إذ إن قادة المعارضة أعربوا مسبقاً عن رفضهم الفكرة طالما لا يزال القذافي وابناؤه في الحكم. وجاء في بيان صدر عن الرئاسة في جنوب أفريقيا، أن «حلف شمال الاطلسي أعطى اللجنة تصريحاً بدخول ليبيا للاجتماع في طرابلس... مع القذافي. كما يجتمع وفد الاتحاد الأفريقي مع المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي» اليوم. وقال الرئيس الموريتاني إن اللجنة تأمل في أن تؤدي الوساطة إلى حوار بنّاء من أجل تسوية سياسية تلبي تطلعات الشعب الليبي. واعتبرت الجزائر مهمة الوساطة الأفريقية «صعبة»، لكنها أكدت «دعمها في شكل كامل حتى وقف إطلاق النار، سواء في الداخل أو من الخارج، وإطلاق حوار بين طرفي الأزمة». وقال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، إن «المبادرة تقوم على رسالتين: وقف النار وفتح حوار بين الليبيين». ورأى أن «المجموعة الدولية تتجه نحو الاقتناع بالحل السياسي في ليبيا... ولاحظتم تحوُّل خطاب حلف شمال الأطلسي الذي بات يتكلم عن ضرورة حل سياسي، ونحن نشاطره ذلك تماماً، لأنه الحل الوحيد». وفي القاهرة، أعلنت الجامعة العربية أمس، أنها ستستضيف الخميس اجتماعاً «للبحث في تطورات الأحداث في ليبيا والخطوات التي يمكن اتخاذها لإنهاء الأزمة الحالية بما يحقق مصالح الشعب واستقرار ليبيا وسلامة أراضيها». ويعقد الاجتماع برئاسة مشتركة للأمين العام للجامعة والأمين العام للأمم المتحدة، بمشاركة منظمات دولية وإقليمية عدة معنية بمتابعة الوضع في ليبيا. وأوضحت مصادر الجامعة مشاركة كل من: رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، والممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، إضافة إلى وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكوي والمبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا عبد الإله الخطيب.