لم يجد بعض من المواطنين مصدر رزق لهم وعائلاتهم، إلا من خلال نبش ركام ومخلفات المباني والنفايات، بحثا عن قطع حديد خردة قديمة وبقايا قطع معدنية تالفة، لبيعها بأرخص الأسعار لتجميع مبلغ يوجهونه لتوفير لقمة عيش تقيهم سؤال الناس، يمارسون هذه المهنة القاسية في مختلف الظروف المناخية، غير مبالين ببرد الشتاء وحرارة الصيف الحارقة، ورغم هذه المعاناة، يواجهون مزاحمة من بعض الوافدين المتخلفين والمخالفين لأنظمة الإقامة والعمل، يسابقونهم على المواقع التي ترمى فيها بقايا حديد المباني السكنية والنفايات من قبل المقاولين. المواطن الحميدي بن عبيد وجدناه يبحث عن حديد الخردة في ركام أحد المباني في مدينة العويقيلة شرقي عرعر بنحو 140 كم، قال «اضطررت للعمل في هذا المجال لأنني حرمت من الحصول على راتب الضمان الاجتماعي، لأن عمري لم يصل إلى 60 عاما، السن النظامي لأحقية الحصول على الضمان، وليست لدي وظيفة أو أي مصدر رزق آخر يعينني على مواجهة ظروف الحياة الصعبة، والغلاء الكبير للسلع الغذائية وتعليم أبنائي في المدارس، أضطر للتوجه منذ الصباح الباكر إلى المواقع المخصصة لرمي مخلفات البناء، لأجمع الحديد الخردة وبعض المعادن الأخرى، لنعرضها على تجار حديد الخردة لبيعها لهم بسعر رخيص لا يتعدى ال 80 هللة لكيلو الحديد». أما المواطن حمدان السهو، فقال «نواجه متاعب وصعوبات كبيرة في هذه المهنة الشاقة، حيث إن هناك بعض العمالة السائبة تسرق الكيابل وصفائح الحديد من المواطنين، وعند تبليغ الجهات الأمنية بهذه السرقات، نضطر للتوقف عن نبش ركام ومخلفات البناء، ويتوقف نتيجة ذلك مصدر الرزق الوحيد لنا، ونستمر هكذا بدون عمل، حتى تنتهي إجراءات التحقيق مع هؤلاء العمال الوافدين خصوصا أنهم معروفون لدى الجهات الرسمية». وأضاف «أصبحنا لا نستطيع حمل الأسلاك والكيابل النحاسية التي نجدها مرماة على الأرض، لبيعها للتجار بأسعار عالية تفوق أسعار الحديد، وذلك حتى لا نصبح متهمين بسرقتها». يذكر أن أسعار حديد الخردة وصلت هذا العام إلى 1200 ريال للطن الواحد وذلك بسبب موجة البرد في بعض الدول الأوروبية، ما أدى إلى تباطؤ عملية جمع الخردة.