كان سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حاضرا في قلب المشكلة .. مشكلة الشباب والبطالة .. في الوقت الذي تجاوبت الدولة بدءا من رأس الهرم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله (يرعاه الله) وكافة الأجهزة المعنية .. في تقصي أسباب البطالة ومضاعفاتها وما نجم عنها من سلبيات .. أقضت مضجع الجميع .. فكانت هي الهم والهاجس للكثيرين. تنامون النهار وتنشدون حل البطالة: ولقد جسد سماحته هذه المشكلة وشخصها في صراحة ووضوح وشفافية .. عندما تناول مشكلة الشباب وخاصة الخارجين على القانون .. بمن وصفهم بالشريرة .. وأنهم يساهمون في الالتقاء بالمنحرفين أخلاقيا وسلوكيا والدخول في أعمال إجرامية كسرقة السيارات وتعاطي المخدرات .. واعتبر المفتي في خطبة الجمعة الماضية (نقلا عن جريدة الوطن) أن مفتاح القضاء على البطالة إنما هو بيدهم (الشباب) وليس بيد المجتمع .. وخاطبهم قائلا أنتم تنامون في نهاركم وتسهرون في لياليكم في ممارسات ما أنزل الله بها من سلطان .. وتعيشون بطالة وتنادون في الآخر بمعالجاتها. شباب قنع لا خير فيهم: رحم الله أحمد شوقي إذ تعرض لمشكلة الشباب منذ عهد طويل قائلا: شباب قنع لا خير فيهم .... وبورك في الشباب الطامحينا لعل كلام المفتي وبيت شوقي هذا يتلقفه شبابنا ويستشعرون حقيقة ما يعلق عليهم الوطن ممثلا في الآباء والأمهات والدولة بكل مسؤوليها من آمال من أجل أن يقبلوا في إيمان وصدق وعزيمة على معالجة كل هذه الأمراض الاجتماعية التي تهدم ولا تبني .. وأن يستغلوا الفرص المتاحة من أجل البناء .. ومن أجل أن يندمجوا في عجلته.. فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة. جنون الأسعار: أصبح الغلاء هم الأمة بأسرها.. بل هم العالم وخبزه اليومي.. ولقد أبدع الشاب المؤمن سعيد العامودي إمام وخطيب مسجد السبيعي عندما كان أمينا وصادقا مع نفسه واحترم رسالة المنبر.. ذلك الذي كان أول من وقف عليه رسول البشرية والهداية والنور محمد بن عبدالله عليه صلوات الله وسلامه.. وجميل أن ينبض المنبر بإحساسات الجمهور.. لقد ارتقت خطبة العامودي إلى مصاف الحدث وما يعاني منه الناس وعايش في قدرة واقتدار مشكلة الغلاء واعتبره وحشا يطبق على الفقراء ولم ينج منه الأغنياء. قال: تتعدد المصائب وتتنوع البلايا مع تعاقب الأيام والليالي ولكن مصائب النفس والمال والعرض تبقى من أكبر المصائب التي يقف معها الحليم حيران.. وذهب إلى أننا مسؤولون عن هذه الحالة المتردية التي وصلنا إليها من خلال ما نقترف من الذنوب والآثام.. ولا سبيل لنا إذا أردنا النجاة واللطف من الاستغفار. «فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا».. هكذا قال سيدنا نوح وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب أو كما قال.. وأوصى خطيب الجمعة أن تكون القناعة هي سيدة الموقف.. وأن يكون الإنسان على نفسه بصيرة وأن يواجه كل فرد مسؤوليته لكبح جماح الشهوة.. شهوة الإسراف والتبذير.. فكثير من طعامنا يذهب إلى حاويات القمامة.. ولو راعينا الحكمة في الاقتصاد والاعتدال وسادت القناعة في نمطية الاستهلاك والإقبال على الشراء العشوائي.. ووقف الهوس السوقي عند كثير من نسائنا حيث أصبح سمة طاغية في الداخل والخارج.. وأصبحت الرغبة في التسوق والشراء لمجرد العياقة والرغبة في الاستحواذ والترف. ولو نجحنا مجتمعين في هذا لاستطعنا بحول الله وقوته الوقوف في وجه هذا الوحش الكاسر.. ولرحمنا أنفسنا ورحمنا الوطن والمواطنين ولأضعنا على أصحاب الجشع والأطماع من التجار الذين لا يرقبون في مؤمن ولا مؤمنة إلا ولا ذمة الفرص.. ما أشبه الليلة بالبارحة هذه الفقرة من مقالة سابقة بتاريخ 11/3/1429 .. الذين يتحكمون في أقوات العباد: وعلى الذين يتحكمون في أقوات العباد والبلاد مخافة الله .. وأن يتحملوا دورهم بأمانة فحبل من الله وحبل من الناس .. وأن يحترموا المسؤولية ويعطوها حقها .. فالكسب المشروع نعمة من الله وقيل تسعة أعشار الرزق في التجارة .. أما أولئك المغالون الذين يشعلون الأسعار بمناسبة ومن غير مناسبة والذين يحكمون طوق الاحتكار سواء على مستوى الجملة أوعلى القطاعي وخاصة أصحاب البقالات الصغيرة (من البنغالة) الذين تتشابك مصالحهم وأيديهم تتضافر على رقاب المواطنين والمقيمين على السواء ولا يحترمون حرمة القانون كمصاصي الدماء ويهرولون بما يجنون إلى الخارج، حسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة