مجرد قارئ عابر يعلق على مقال (رسالة القيان)، يقول إننا لا نستطيع أن نفعل في هذا الزمان كل ما كان يفعله أسلافنا في الزمن الماضي؛ لأن أخلاق الناس وفطرهم تغيرت وصارت النفوس أكثر خبثا وأبعد عن الطهر والنبل. ويستشهد على ذلك ما يرويه له والده من أخبار الماضي في قريته، حيث كان النساء والرجال في مناسبات الاحتفالات يصطفون في صفين متقابلين ليرقصوا معا رقصة (الخطوة). أما في هذا العصر فيستحيل فعل ذلك بعد أن كثر الخبث في الصدور وفسدت الفطر السوية، نحن الآن لا يمكن أن نمارس ما كان يمارسه أجدادنا في الماضي. لا أريد أن أعلق على كلام هذا القارئ، فهو ليس وحده الذي يرى هذا الرأي، هناك كثيرون غيره يؤمنون أن طبائع الناس في هذا العصر تغيرت إلى الأسوأ، وأنهم فقدوا قيم المروءة والنبل، فانساقوا وراء الشهوات والغرائز. تعليقي الوحيد هو: ليت كل من يؤمن بهذا الرأي يلتفت إلى نفسه فيسألها سؤالا واحدا لا غير، ما مدى الصدق فيما يرى؟ هل يمكن له الجزم أن الناس في الماضي كانوا أكثر نبلا وأفضل خلقا، وأن فطرهم أكثر استواء ونزاهة من الناس في هذا الزمن؟ ما الأدلة التي يمكن أن يستند إليها وإن يوثق بها لإثبات ذلك؟ إن ما يتبادر الى الذهن، هو أن فطر الناس واحدة لا تتبدل، فطر الناس من سنن الله سبحانه لا تبديل لسنته، فالغرائز هي الغرائز، وميل كل جنس إلى الآخر جزء من تركيبة المخلوقات. ما الذي يتغير إذن؟ ما يتغير هو تقييم الناس لما يصدر عنهم من أنواع السلوك، فيصنفونه مرة ذات قيمة عالية، وأخرى ذات قيمة متدنية، يقبلونه في زمن ويرفضونه في آخر حسب ما ألفته نفوسهم وجرت عليه عادتهم، ليس إلا!! عبد الله الزهراني يقول إن موظفي القطاع الخاص الذين لم تتجاوب جهات عملهم مع الأوامر الملكية ولم تمنح لموظفيها مكافأة راتب شهرين، أو تلك التي حصرت المنح في سقف معين للراتب، أو التي اكتفت بمنح راتب شهر واحد فقط يقول إن هؤلاء الموظفين ظلموا فهم لم ينعموا بالراتبين مثلهم مثل موظفي الدولة، ولم يسلموا من الغلاء الذي يلتهم كل دخلهم المحدود. وعبدالله يقترح أن يقسم الراتبان ليصير راتب على الدولة وآخر على صاحب العمل أو التأمينات. عمر السلمي يسأل عن نظام التقاعد الجديد، يقول نسمع عنه ولكن لا نراه، متى سيصدر وهل سيأتي محملا بالمأمول أم أنه لن يتجاوز حمل مزيد من الخيبات؟ ص. ب 86621 الرياض 11622 فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة