من طرائف تاريخ اليوم الميلادي 31/3/2011 أن كلا من أرقامه «أولية» لاحظ أن الرقم 31 لا يقبل القسمة على أي أرقام إلا نفسه أو 1، والرقم 3 أيضا لا يقبل القسمة إلا على نفسه وعلى 1، والرقم 2011 هو الآخر يشترك أيضا في هذه الخاصتين الحسابيتين. وهناك «عائلة» لا نهاية لها من هذه الأرقام التي تبدو وكأنها «نقية» لدرجة أنها لا تحتوي على أي أرقام أخرى. وكأنها تعاني من «دلع» حسابي في عالم العدد. وعلى الرغم من ذلك، فهي أرقام مهمة جدا في العديد من التطبيقات التي لا نشعر بها بالرغم أننا نمارسها يوميا. وكأمثلة ستجد تطبيقات الأرقام السرية في جوالك وفي الإنترنت وفي كل مرة تدخل على حساباتك البنكية تستخدم شيفرة تعتمد علىها. وفي عالم التجسس والشيفرة العسكرية، تلعب هذه الأرقام أدوارا كبيرة ومهمة جدا نظرا لخصائص «الدلع» الحسابي. وللعلم، فهناك مجموعة من المعضلات الرياضية التي تعتمد على الأرقام الأولية وأشهرها هي فرضية «رايمان» Riemann Hypothesis. ومن يثبتها سيحصل على جائزة نقدية مقدارها مليون دولار. والأهم من ذلك أنه سيخلد في تاريخ الرياضيات. أتمنى أن يكون مسلما، عربيا، سعوديا. وعالم «الدلع» في مجال العلوم مليء بالمفاجآت فستجد خصائص «العزلة» أيضا بوضوح في عالم الكيمياء، حيث تنفرد الغازات «النبيلة» أو «الخاملة» بخصائص عجيبة تبعدها عن التفاعل مع المواد الأخرى. يصف علماء الكيمياء ذراتها «بالتشبع»، أي أنها ليست بحاجة إلى الاتحاد أو الاختلاط لدرجة أشبه «بالتنبله». وأشهرها غازات: الهليوم والنيون والأرجون والكريبتون والزينون والرادون، وتتميز هذه العائلة الكيميائية بهدوئها العجيب وبعدم وجود لون أو رائحة أو طعم لأي منها. وبالرغم من «تنبلتها» فهي تعتبر مواد مهمة جدا، فبسبب درجة غليانها المنخفضة جدا تستخدم في التبريد، وأشهرها الهليوم. وبسبب ألوانها المميزة عند تسخينها وعدم تفاعلها وبقائها على حالها لفترات طويلة جدا، فهي تستخدم في الإضاءة، ولذا تسمع عن لمبات «النيون» وإضاءة «الزينون» في السيارات. وتعتمد أيضا الاستخدامات الضوئية في عالم الطب على هذه الغازات وبالذات في استخدامات الليزر. وهناك قائمة طويلة من الاستخدامات الأخرى في عالم تصنيع معالجات الحاسوب وفي الاستخدامات الفضائية، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل هائل وعجيب. ولا ننسى أن الدلع الكيميائي لا يقتصر على الغازات فحسب، فهناك أيضا مجموعة معادن تتميز بدرجات عالية من «الخمول» أو مقاومة التأكسد والتآكل، وقد غيرت حضارات بأكملها وبالذات في التاريخ الأسود للاستعمار في أفريقيا وآسيا وأمريكا. وأكثرها شهرة هي الذهب والفضة والبلاتين. أمنية سبحان الله أن للدلع جوانبه المفيدة في حياتنا وبالذات في عالم العلوم، ولكن الوضع يختلف في عالم السياسة. فبالرغم من ضرورة التفاعل مع البشر، لجأت بعض الأنظمة العربية إلى عزل نفسها لدرجة الدلع السياسي، ورأينا نتائجها. أتمنى أن تبنى القرارات في العالم العربي باستشعار نبض الشارع. وقد بدأت المقال بالحديث عن الأرقام الأولية وسأنتهي بها أيضا فعدد كلمات المقال هي 439 وهي من الأرقام الأولية. والله من وراء القصد للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة